النـــــص نقطة انطلاق
إن الصيحة التي ينبغي أن تدوي في مدارسنا, هي تلك الصيحة التي تنادي بتوجيه القسط الأكبر من عنايتنا بأطفالنا إلى تعلم اللغة العربية في مراحل الدراسة جميعها, وليس المقصود من ذلك زيادة عدد حصصها في الجدول الدراسي أو تقرير امتحان خاص لها أو غير ذلك من العناية الشكلية التي يتصورها البعض وإنما المقصود هو العناية بتدريبها على أساس تغيير شامل في طبيعتها الحقيقية من حيث وظيفتها في حياة المتعلم في ضوء أحدث الاتجاهات التربوية.
وقد طالعتنا مناهج الإصلاح التربوي منذ سنتين خلت بمناهج جديدة طموحة وفعالة واعتبرت الغاية الأساسية من تدريس اللغة العربية هي تمرين المتعلم على القراءة والكتابة والتخاطب بسهولة ويسر قصد التواصل مع غيره بكيفية تسهل له العيش في بيئاته المختلفة ( الطبيعية, الاجتماعية, العلمية والثقافية ) وبذلك تصبح اللغة أداة التواصل والتفاهم والتفكير السليم وتساعد على تنمية القدرات الفكرية والثقافية للمتعلم.
وقد انطلقت هذه المناهج في رؤيتها هذه من المقاربات الحديثة كالمقاربة بالكفاءات والمقاربة التفاعلية الاجتماعية والمقاربة بالمشروع والمقاربة النصية هذه الأخيرة التي سنتناولها في بضعة أسطر بشيء من التفصيل.
اللغة العربية في المنظومة التربوية وسيلة التعليم والتواصل والتبليغ، ولهذا كان لزاما على المدرسة أن تعنى بهذه الأداة وتجعلها أداة طيعة لدى المتعلمين وسليقة فيهم تصبح أساس تفكيرهم ووسيلة تعبيرهم .
اللغة العربية ليست مادة دراسية فحسب ، ولكنها - بالإضافة إلى ذلك - وسيلة ومفتاح لدراسة المواد الأخرى التي تدرس في مختلف المراحل إن الهدف من تعليمها لم يعد يقتصر على تعلمها من أجل معرفتها ، بل هو جعل المتعلم يتحكم في لغة عربية معاصرة وذلك بتدريبه على التعبير والتواصل معا في وضعيات ذات دلالة .
اعتمدت المناهج الجديدة للغة العربية على الربط بين الكفاءات التعليمية مع توخي التوازن فيما بينها وهو الأمر الذي لم نلحضه في المناهج السابقة حتى يجعل منها في صورة من الإدماج اللغوي المحقق لكفاءات عرضية عديدة تساهم في التكوين اللغوي الصحيح والمرتبط بمواقف حياتية مرتبطة أكثر بواقع الطفل.
معنى ذلك : أن منطلق الأنشطة في المرحلة الأولى ( السنة الأولى ابتدائي ) هو النص الشفوي بمختلف أشكاله : الحكاية الأنشودة الحوار الأغنية والنشيد واللغز ، المثل السائر ، القول المأثور ...ويعتمد كمنطلق أساسي إلى جميع الأنشطة اللغوية : التعبير , القراءة , الكتابة . وهذا ما يحقق النظرة الكلية للأشياء والوقائع لدى التلميذ ويسهل له توظيف المكتسبات القبلية لشعوره بأنه يعيش وضعيات حقيقية وذات دلالة كفيلة بتسهيل اندماجه في العملية التعليمية ـ التعلمية , أما في المراحل المتقدمة فيعتمد النص الكتابي المعد لنشاط القراءة .
إن هذه المقاربة تساعد المتعلم على توظيف مكتسباته القبلية
إن المقاربة النصية تستدعي تعويد المتعلم على بعض طرائق التعامل مهما كانت بسيطة من أجل التحكم في كفاءات التعبير والقراءة والكتابة . مثــــل :
1. تدوين المعلومات حين يقرأ ويسمع .2 التعليق شفويا أو كتابة على ما يقرأ ويسمع 3 ـ العمل على وصف ما يشاهد من أشياء .
4 ـ المبادرة باختصار الكلام وحوصلته .
5 ـ التدرب على ما يطلب منه فعله وإدراكه . . .
فهي تضع المتعلم أمام المشكلة التي يراد منه حلها وتدفع بع الى تناولها بقوة مما يقوده الى الحل الذي يجعله قادرا على الحكم على قدراته وامكاناته اللغوية في حل المشكلات التي يعرضها عليه النص وفي هذه الحالة نجد المتعلم يتعامل مع المفردة اللغوية وهي في سياقها الطبيعي وبيئتها الحقيقية فيكتشف معانيها الصحيحة ومدلولاتها التي لا تقبل غيرها. وهذا ما يجعلنا نقول أن الوسيلة الوحيدة لتدريس الأنشطة اللغوية هي النص اللغوي وبمختلف أنماطه: القصصي والحواري والحجاجي والإخباري و... إن العمل بهذه الكيفية يسمح للمتعلم بالاحتكاك بمختلف أنواع التعبير ويمكنه من ممارستها بكفاءة.
بقلم المفتش بن زاوي
إن الصيحة التي ينبغي أن تدوي في مدارسنا, هي تلك الصيحة التي تنادي بتوجيه القسط الأكبر من عنايتنا بأطفالنا إلى تعلم اللغة العربية في مراحل الدراسة جميعها, وليس المقصود من ذلك زيادة عدد حصصها في الجدول الدراسي أو تقرير امتحان خاص لها أو غير ذلك من العناية الشكلية التي يتصورها البعض وإنما المقصود هو العناية بتدريبها على أساس تغيير شامل في طبيعتها الحقيقية من حيث وظيفتها في حياة المتعلم في ضوء أحدث الاتجاهات التربوية.
وقد طالعتنا مناهج الإصلاح التربوي منذ سنتين خلت بمناهج جديدة طموحة وفعالة واعتبرت الغاية الأساسية من تدريس اللغة العربية هي تمرين المتعلم على القراءة والكتابة والتخاطب بسهولة ويسر قصد التواصل مع غيره بكيفية تسهل له العيش في بيئاته المختلفة ( الطبيعية, الاجتماعية, العلمية والثقافية ) وبذلك تصبح اللغة أداة التواصل والتفاهم والتفكير السليم وتساعد على تنمية القدرات الفكرية والثقافية للمتعلم.
وقد انطلقت هذه المناهج في رؤيتها هذه من المقاربات الحديثة كالمقاربة بالكفاءات والمقاربة التفاعلية الاجتماعية والمقاربة بالمشروع والمقاربة النصية هذه الأخيرة التي سنتناولها في بضعة أسطر بشيء من التفصيل.
اللغة العربية في المنظومة التربوية وسيلة التعليم والتواصل والتبليغ، ولهذا كان لزاما على المدرسة أن تعنى بهذه الأداة وتجعلها أداة طيعة لدى المتعلمين وسليقة فيهم تصبح أساس تفكيرهم ووسيلة تعبيرهم .
اللغة العربية ليست مادة دراسية فحسب ، ولكنها - بالإضافة إلى ذلك - وسيلة ومفتاح لدراسة المواد الأخرى التي تدرس في مختلف المراحل إن الهدف من تعليمها لم يعد يقتصر على تعلمها من أجل معرفتها ، بل هو جعل المتعلم يتحكم في لغة عربية معاصرة وذلك بتدريبه على التعبير والتواصل معا في وضعيات ذات دلالة .
اعتمدت المناهج الجديدة للغة العربية على الربط بين الكفاءات التعليمية مع توخي التوازن فيما بينها وهو الأمر الذي لم نلحضه في المناهج السابقة حتى يجعل منها في صورة من الإدماج اللغوي المحقق لكفاءات عرضية عديدة تساهم في التكوين اللغوي الصحيح والمرتبط بمواقف حياتية مرتبطة أكثر بواقع الطفل.
معنى ذلك : أن منطلق الأنشطة في المرحلة الأولى ( السنة الأولى ابتدائي ) هو النص الشفوي بمختلف أشكاله : الحكاية الأنشودة الحوار الأغنية والنشيد واللغز ، المثل السائر ، القول المأثور ...ويعتمد كمنطلق أساسي إلى جميع الأنشطة اللغوية : التعبير , القراءة , الكتابة . وهذا ما يحقق النظرة الكلية للأشياء والوقائع لدى التلميذ ويسهل له توظيف المكتسبات القبلية لشعوره بأنه يعيش وضعيات حقيقية وذات دلالة كفيلة بتسهيل اندماجه في العملية التعليمية ـ التعلمية , أما في المراحل المتقدمة فيعتمد النص الكتابي المعد لنشاط القراءة .
إن هذه المقاربة تساعد المتعلم على توظيف مكتسباته القبلية
إن المقاربة النصية تستدعي تعويد المتعلم على بعض طرائق التعامل مهما كانت بسيطة من أجل التحكم في كفاءات التعبير والقراءة والكتابة . مثــــل :
1. تدوين المعلومات حين يقرأ ويسمع .2 التعليق شفويا أو كتابة على ما يقرأ ويسمع 3 ـ العمل على وصف ما يشاهد من أشياء .
4 ـ المبادرة باختصار الكلام وحوصلته .
5 ـ التدرب على ما يطلب منه فعله وإدراكه . . .
فهي تضع المتعلم أمام المشكلة التي يراد منه حلها وتدفع بع الى تناولها بقوة مما يقوده الى الحل الذي يجعله قادرا على الحكم على قدراته وامكاناته اللغوية في حل المشكلات التي يعرضها عليه النص وفي هذه الحالة نجد المتعلم يتعامل مع المفردة اللغوية وهي في سياقها الطبيعي وبيئتها الحقيقية فيكتشف معانيها الصحيحة ومدلولاتها التي لا تقبل غيرها. وهذا ما يجعلنا نقول أن الوسيلة الوحيدة لتدريس الأنشطة اللغوية هي النص اللغوي وبمختلف أنماطه: القصصي والحواري والحجاجي والإخباري و... إن العمل بهذه الكيفية يسمح للمتعلم بالاحتكاك بمختلف أنواع التعبير ويمكنه من ممارستها بكفاءة.
بقلم المفتش بن زاوي