وصايا لطالب العلم
أ.د. ناصر بن سليمان العمر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. أما بعد:
فإن العلم من المصالح الضرورية التي تقوم عليه حياة الأمة بمجموعها وآحادها، فلا يستقيم نظام الحياة مع الإخلال بها، فيجب على طالب العلم أن يتصف بالصفات التي تليق به وبما يحمله من العلم وأن يكون هذا العلم مؤثراً فيه ولا يكون كما قال الله - عز وجل - : "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً" (الجمعة: 5).
وهنا وصايا أوصي بها طالب العلم حتى يثمر علمه نفعاً لأمته وله تبعاً، ومن هذه الوصايا ما يلي:
- الورع والتقوى والعمل بالعلم:
يجب على طلاب العلم بصفة خاصة أن يكونوا ورعين، تقاة بررة، وأن يعملوا بعلمهم، ويلتزموا بالإسلام عقيدة وسلوكاً، قولاً وعملاً، وقد قيل العلم بلا عمل جنون، والعمل بلا علم لايكون.
- بذل العلم للناس، عامهم وخاصهم:
وتوعيتهم بأمور دينهم ودنياهم، ونشر الخير بينهم، فإن كتم العلم وحجبه عن الأمة أمر خطير، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".
- الدعوة إلى الله على بصيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ومجالات الدعوة التي يجب على طلاب العلم الدخول فيها كثيرة يطول الحديث عنها، فليرجع إليها في مواضعها. يقول الله _تبارك وتعالى_: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104).
- القدوة الصالحة:
فإن الناس ينظرون إلى طالب العلم نظرة خاصة، فعليه أن يجعل من نفسه مثالاً رائعاً، وألا يكون سبباً في ضلال الناس بتصرفاته، فلئن كانت المعصية في حق غيره واحدة، فهي في حقه عدة معاصٍ؛ لأن الناس يأتسون به.
- الاستمرار في طلب العلم حتى الممات:
والحذر من الشعور بالاستغناء والاكتفاء والاستعلاء، ولنا في سلف الأمة خير مثالٍ في هذا الباب، فبعض المنسوبين إلى طلب العلم إذا حصل على شهادة عالية توقف هنالك وانصرف عن الطلب، ومن نماذج ذلك أن أحد طلاب العلم لما أنهى رسالته العلمية باع كتبه، وهذه مأساة ورجوع إلى الوراء، وفهم سقيم لحقيقة العلم.
- الشجاعة في قول الحق من غير تهور:
وهذه صفة عزت في الأمة، وندر أهلها، فعظمت الحاجة إلى الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، الذين لا يخافون على أنفسهم، ولا على أموالهم، وفي نفس الوقت لا يذهبون أنفسهم في غير مذاهبها، بل في رؤى دخيلة، وأفكار شريرة ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً، والسبب هو التهور والاستعجال وعدم تقدير مواضع الخطو قبل الشروع فيها، والشجاعة وسط بين التهور والنزق والاستعجال، وبين الجبن والخور والإحجام.
- الوعي بواقع الأمة:
والتفاعل مع قضايا المجتمع، وعدم الانعزال عن هموم الناس، وإن مما يبعث على الحزن أن نجد كثيراً من طلاب العلم من أبعد الناس عن واقع أمتهم، فلا بد من الانخراط في قضايا الأمة وحل مشاكلها والعمل على إصلاحها من فساد المفسدين.
وإذا لم يبادر طلاب العلم وأهله إلى مثل هذا فمن له؟ وإلى من سيلجأ الناس؟ ولماذا يطلب الطالب العلم إذن؟ فلابد إذن من الوعي بواقع الأمة كل بحسبه، فهذا يحكم عليه علمه وموضعه أن يعتني بشؤون، والآخر تتحتم عليه معرفة أمور أخرى.
هذه بعض الوصايا التي تلزم طالب العلم.. أسأل الله - عز وجل - بمنه وكرمه أن ينفع به المسلمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
الكاتب: أ.د. ناصر العمر.منقول للامانة
أ.د. ناصر بن سليمان العمر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. أما بعد:
فإن العلم من المصالح الضرورية التي تقوم عليه حياة الأمة بمجموعها وآحادها، فلا يستقيم نظام الحياة مع الإخلال بها، فيجب على طالب العلم أن يتصف بالصفات التي تليق به وبما يحمله من العلم وأن يكون هذا العلم مؤثراً فيه ولا يكون كما قال الله - عز وجل - : "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً" (الجمعة: 5).
وهنا وصايا أوصي بها طالب العلم حتى يثمر علمه نفعاً لأمته وله تبعاً، ومن هذه الوصايا ما يلي:
- الورع والتقوى والعمل بالعلم:
يجب على طلاب العلم بصفة خاصة أن يكونوا ورعين، تقاة بررة، وأن يعملوا بعلمهم، ويلتزموا بالإسلام عقيدة وسلوكاً، قولاً وعملاً، وقد قيل العلم بلا عمل جنون، والعمل بلا علم لايكون.
- بذل العلم للناس، عامهم وخاصهم:
وتوعيتهم بأمور دينهم ودنياهم، ونشر الخير بينهم، فإن كتم العلم وحجبه عن الأمة أمر خطير، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".
- الدعوة إلى الله على بصيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ومجالات الدعوة التي يجب على طلاب العلم الدخول فيها كثيرة يطول الحديث عنها، فليرجع إليها في مواضعها. يقول الله _تبارك وتعالى_: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران:104).
- القدوة الصالحة:
فإن الناس ينظرون إلى طالب العلم نظرة خاصة، فعليه أن يجعل من نفسه مثالاً رائعاً، وألا يكون سبباً في ضلال الناس بتصرفاته، فلئن كانت المعصية في حق غيره واحدة، فهي في حقه عدة معاصٍ؛ لأن الناس يأتسون به.
- الاستمرار في طلب العلم حتى الممات:
والحذر من الشعور بالاستغناء والاكتفاء والاستعلاء، ولنا في سلف الأمة خير مثالٍ في هذا الباب، فبعض المنسوبين إلى طلب العلم إذا حصل على شهادة عالية توقف هنالك وانصرف عن الطلب، ومن نماذج ذلك أن أحد طلاب العلم لما أنهى رسالته العلمية باع كتبه، وهذه مأساة ورجوع إلى الوراء، وفهم سقيم لحقيقة العلم.
- الشجاعة في قول الحق من غير تهور:
وهذه صفة عزت في الأمة، وندر أهلها، فعظمت الحاجة إلى الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، الذين لا يخافون على أنفسهم، ولا على أموالهم، وفي نفس الوقت لا يذهبون أنفسهم في غير مذاهبها، بل في رؤى دخيلة، وأفكار شريرة ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً، والسبب هو التهور والاستعجال وعدم تقدير مواضع الخطو قبل الشروع فيها، والشجاعة وسط بين التهور والنزق والاستعجال، وبين الجبن والخور والإحجام.
- الوعي بواقع الأمة:
والتفاعل مع قضايا المجتمع، وعدم الانعزال عن هموم الناس، وإن مما يبعث على الحزن أن نجد كثيراً من طلاب العلم من أبعد الناس عن واقع أمتهم، فلا بد من الانخراط في قضايا الأمة وحل مشاكلها والعمل على إصلاحها من فساد المفسدين.
وإذا لم يبادر طلاب العلم وأهله إلى مثل هذا فمن له؟ وإلى من سيلجأ الناس؟ ولماذا يطلب الطالب العلم إذن؟ فلابد إذن من الوعي بواقع الأمة كل بحسبه، فهذا يحكم عليه علمه وموضعه أن يعتني بشؤون، والآخر تتحتم عليه معرفة أمور أخرى.
هذه بعض الوصايا التي تلزم طالب العلم.. أسأل الله - عز وجل - بمنه وكرمه أن ينفع به المسلمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.
الكاتب: أ.د. ناصر العمر.منقول للامانة