من طرف نور الهدى ريباني الثلاثاء نوفمبر 03, 2015 2:32 am
علمتنى الحياة أن أتلقى * كل ألوانها رضآ وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقا * لى ويلقى على المآسى سدودا
والذى ألهم الرضا لا ترا * ه أبد الدهر حاسدآ أو عذولا
أنا راض بكل ماكتب الله * ومزج اليه حمدآ جزيلا
أنا راض بكل صنف من * الناس لئيما ألفيته أو نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذا * ه لا ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله فى فؤادى فلا أر * ضى من الحب والوداد بديلا
فى فؤادى لكل ضيف مكان* فكن للضيف مؤنثآ أو ثقيلا
*******
ضل من يحسب الرضا هوان * أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد * بها فى العباد إلا القليلا
والرضا آية البراءة والايمان * بالله ناصرآ ، ووكيلا
علمتنى الحياة أن لها طعمين * مرآ ، وسائغا معسولا
فتعودت حالتيها .. قريرآ * وألفت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأ * سين إن علقمآ وإن سلسبيلا
نحن كالروض نضرة وذبولا * نحن كالنجم مطلعآ وأفولا
نحن كالريح ثورة وسكونا * نحن كالمزن ممسكآ وهطولا
نحن كالظن صادقآ أو كذوبا * نحن كالحظ منصفآ وخذولا
******
قد تسرى الحياة عنى فتبدى * سخريات الورى قبيلا قبيلا
فأراها مواعظآ ودروسا * ويراها سوايا خطبا جليلا
أمعن الناس فى مخادعة * النفس وضلوا بصائرآ وعقولا
عبدوا الجاه والنضار وعينآ * من عيون المها وخدآ أسيلا
الأديب الضعيف جاهآ ومالآ * ليس إلا مثرثرآ مخبولا
والعتل القوى جاهآ ومالآ * هو أهدى وأقوم قيلا
وإذا غادة تجلت عليهم * خشعوا أو تبتلوا تبتيلا
وتلوا سورة الهيام وغنو * ها وعافوا القرآن والإنجيلا
لايريدون آجلا من ثوابا الله * إن الإنسان كان عجولا
فتنة عمت المدينة والقرية * لم تعف فتية أو كهولا
وإذا مانبريت للوعظ قالوا * لست ربآ ولا بعثت رسولا
أرأيت الذى يكذب بالدين * ولا يرهب الحساب الثقيلا أكثر الناس يحكمون على * الناس وهيهات أن يكونوا عدولا فلكم لقبوا البخيل كريمآ * ولكم لقبوا الكريم بخيلا
ولكم أعطوا الملح فأغنوا * ولكم أهملوا العفيف الخجولا
رب عذراء حرة وصموها * وبغى قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلمآ ولص * أشبع الناس كفه تقبيلا
وسجين صبوا عليه نكالآ * وسجين مدلل تدليلا
جل من قلد الفرنجة منا * قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم * نقبس من الطيبات إلا قليلا
يوم سن الفرنج كذبة إبريل * غدا كل عمرنا إبريلا
نشروا الرجس مجملا فنشر * نا كتابا مفصلا تفصيلا
******
علمتنى الحياة أن الهوى سيل * فمن ذا الذى يرد السيولا
ثم قالت : والخير فى الكون باق * بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا
إن تر الشر مستفيضآ فهون * لايحب الله اليئوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين * ويطوى الزمان جيلآ فجيلا
وتظل الأيام تعرض لونيها * على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزآ * وعزيز بالأمس صار ذليلا
رب جوعان يشتهى فسحة العمر * وشبعان يستحث الرحيلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا * فيردى ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفا * حون سنوا الخراب والتقتيلا
وحقوق الإنسان لوحة رسام * أجاد التزوير والتضليلا
صور ماسرحت بالعين فيها * وبفكرى إلا خشيت الذهولا
*******
قال صاحبى : نراك تشكو جروحآ * أين لحن الرضا رخيمآ جميلا
قلت : أما جروح نفسى فقد عود * تها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومى * ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتنى * خلقآ شانها وقدرآ ضئيلا
لست أرضى تحاسدآ أو شقاقآ * لست أرضى تخاذلآ أو خمزلا
أنا أبغى لها الكرامة والمجد * وسيفآ على العدا مسلولا
علمتنى الحياة أنى عشت * لنفسى أعيش حقيرآ ذليلا
علمتنى الحياة أنى مهما * أتعلم فلا أزال جهولا
*******
أما والله لو علم الأنام *** لما خلقوا لما هجعوا وناموا
ممات ثم قبر ثم حشر *** وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشر قد عملت رجال *** فصلوا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أمرنا أو نهينا *** كأهل الكهف إيقاظ نيام
لقد خلقوا لأمر لو رأته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا