بعض أمراض سوء التغذية:
كلنا يعرف الأقوال الشهيرة التي تُجمِع على أن المعدة هي بيت الداء ، وكذلك الأقوال الكثيرة للرسول - صلى الله عليه و سلم - في هذا المجال و منها " ما ملأ ابن آدم وعاء شرٌ من بطنه . و من هنا فإننا سنتناول بعض الأمراض التي تتعلق بسوء التغذية ( سواء زيادتها أو نقصها ) و منها :
أمراض زيادة التغذية : و هي جميع الحالات المرضية الناتجة عن زيادة تناول الأطعمة بصورة أكبر من احتياجات الجسم لفترة معينة .
أمراض نقص التغذية : و هي جميع الحالات المرضية الناتجة عن نقص تناول بعض العناصر الغذائية بصفة متكررة مما يؤدي إلى نقصها في الجسم ، و هي تنقسم إلى :
1. نقص العناصر الغذائية الأساسية : مثل نقص البروتين
2. نقص العناصر الغذائية الفرعية ( المكملة ) : مثل نقص فيتامين أ ، فيتامين د ، و نقص اليود .
و لأن الكثيرين من الذين يعانون هم الذين يعانون من نقص العناصر المكملة فإننا سوف نتكلم عنها بشيء من التفصيل .
ترجع حالات نقص التغذية إلى العديد من العوامل و الأسباب ، منها :
1. عدم كفاية انتاج الغذاء : كما في ظروف الطقس الغير مناسب ، و الحروب ، وعدم استخدام التقنيات الفنية الصحيحة في الزراعة أو تربية الحيوانات .
2. توزيع الطعام توزيعًا غير عادلاً : و يرجع ذلك إلى حالات الفقر ، و الجهل ببعض الأطعمة و طريقة تحضيرها للحفاظ على عناصرها الغذائية سليمة .
3. عجز التوصيل : حيث تنعدم وجود وسائل الإنتقال للأطعمة الطازجة من مكان انتاجها إلى مكان استهلاكها ، و من أوضح الأمثلة على ذلك عدم قدرتنا على استغلال الثروة السمكية العظيمة في بحيرة ناصر بسبب عجز وسائل المواصلات .
4. يرتبط نقص التغذية أيضًا ببعض الحالات المرضية مثل عدم قدرة الجسم على امتصاص أنواع معينة من الغذاء ( Malabsorption Syndrome ) ، أو حتى الاستفادة منها بسبب أمراض الكبد أو غيرها من الأمراض .
و من أمراض نقص التغذيةو التي سنتناولها بشيء من التفصيل :
1. نقص فيتامين أ .
2. نقص اليود .
3. نقص فيتامين د .
-------------------------------------
1. نقص فيتامين أ :
التركيب الكيميائي لفيتامين أ |
يوجد فيتامين أ في الكثير من المصادر الحيوانية ( اللبن ، و الدواجن ، و البيض ، و الزبد ، و زيت كبد الحوت ) و النباتية ( النباتات الخضراء و الصفراء مثل : المانجو ، المشمش ، الجزر ، الأعشاب الخضراء ). و يختص فيتامين أ بالكثير من الوظائف الحيوية بالجسم من أهمها :
- قوة الأنسجة الطلائية .
- تكوين أصباغ الإبصار .
- تحفيز الجسم على النمو السليم .
و لمرض نقص فيتامين أ الكثير من الأعراض من أهمها :
- تغيرات بصرية شديدة من أهمها العشى الليلي و العمى .
- تقشر الجلد .
- زيادة الحالات المرضية من الإسهال و الحصبة و زيادة نسبة حدوث الوفيات منها .
و تحتل السيدات الحوامل أكثر الخطورة أثناء نهاية فترة الحمل ( آخر 3 شهور من الحمل ) لنقص فيتامين أ بسبب زيادة احتياج الجنين و الأم له ، و يعبرعن ذلك زيادة حالات العشى الليلي في أثناء فترة الحمل و بالتالي فإن تلك االسيدات سوف يرضعن أطفالهن لبنًا ناقصًا لفيتامين أ ، و مع ذلك فإنه ممنوع على الأم الحامل تناول أقراص فيتامين أ أثناء االحمل لوجود تأثيرات بالغة و خطيرة على الجنين في تلك الفترة .
و يمكن االتغلب على هذا المرض في الأطفال عن طريق امدادهم بكمية مناسبة من هذا الفيتامين أثناء فترة الظفولة ، كما يتم في مصرعند تطعيم الأطفال في سن التسعة شهور و الثمانية عشر شهرًا . و يتم إمداد الأم به لمدة شهر بعد الولادة و ذلك لضمان لبن سليم للأطفال . و أيضًا يمكن التغلب على هذا المرض عن طريق امداد المواطنين بفيتامين أ من خلال المأكولات الأساسية مثل السكر .
--------------------------
2. نقص اليود :
مرض نقص اليود من الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان و بناء جسمه خاصةً في سن ما فبل المدرسة و في الحوامل ، و من الغريب أن هذا المرض من أسهل الأمراض التي يمكن التغلب عليه و القضاء عليها إلا أنها لا تزال تتواجد بكميات لا بأس بها في مجتمعاتنا .
أهم أسباب نقص اليود :
1. نقص اليود في الغذاء .
2. المناطق البعيدة عن البحار و المسطات المائية .
3. مسببات مرض الجويتر ( Goitre ) و هي موجودة في الكرنبيت و الكباب ، و تؤدي - إذا تم تناولها بكميات كبيرة - إلى حدوث مرض الجويتر ( ضمور الغدة الدرقية ) و ذلك عن طريق انقاص نسبة اليود في الدم.
مرض نقص اليود من الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان و بناء جسمه خاصةً في سن ما فبل المدرسة و في الحوامل ، و من الغريب أن هذا المرض من أسهل الأمراض التي يمكن التغلب عليه و القضاء عليها إلا أنها لا تزال تتواجد بكميات لا بأس بها في مجتمعاتنا .
أهم أسباب نقص اليود :
1. نقص اليود في الغذاء .
2. المناطق البعيدة عن البحار و المسطات المائية .
3. مسببات مرض الجويتر ( Goitre ) و هي موجودة في الكرنبيت و الكباب ، و تؤدي - إذا تم تناولها بكميات كبيرة - إلى حدوث مرض الجويتر ( ضمور الغدة الدرقية ) و ذلك عن طريق انقاص نسبة اليود في الدم.
مرض الجويتر ونقص اليود |
و يسبب مرض نقص اليود : ضمور الغدة الدرقية ، تأخر النمو العقلي و الجسماني لدى الأطفال ( Critinism ) ، و كذلك تكرارحدوث الولادات الميدة ، و سقوط الحمل لدى الكثيرات .
و يمكن منع حدوث نقص اليود بعدة طرق منها :
1. مشروع امداد الملح باليود : و هو مشروع عالمي تم تطبيقه في مصر في عام 1993 ، و قد تم أختيار الملح لأنه من أشهر السلع المستهلكة عالميًا ، و لضمان وصوله لكل فرد من أفراد المجتمع ، كما أن تكلفة تزويد الملح باليود منخفضة جدًا ( و لا تتعدى 10 قروش لكل كيلوجرام من الملح ) .
2. البحث عن المواليد بمرض الجويتر ، و هو من أهم الأمراض التي يجب التأكد من عدم وجودها في المواليد الجدد ، لأن له عواقب وخيمة على النمو العقلي و الجسماني لدى الطفل ، و يمكن منع حدوث هذه العواقب إذا تم إمداد الطفل بالعلاج المناسب خلال أول شهر من حياته . و في مصر يتم الآن عمل هذا الإختبار لكل المواليد الجدد عن طريق أخذ عينة دم من الطفل حديث الولادة خلال أول أسبوع من حياة الطفل .
3 . نقص فيتامين د: يحتاج الجسم إلى فيتامين د بكثرة أثناء فترة النمو االسريع كما في الأطفال و الحوامل لأن لهالكثير من الوظائف الحيوية أثناء النمو منها :
- تحفيز امتصاص الكالسيوم و الفوسفور من الأمعاء .
- المساعدة في عملية تكوين العظام و ترسيب الكالسيوم عليها .
و نقص فيتامين د يؤدي إلى مرض الكساح في الأطفال و هشاشة العظام عند الكبار . و يتميز الكساح بوجود انحناء في عظام الساقين و أضلاع القفص الصدري ، و هذهالحالة من ضعف العظام تكون نتيجة نقص و تأخر ترسيب الكالسيوم عليها . أما هشاشة العظام فإنها تسبب تشوهات مفاجئة بعد سن البلوغ في أي جزء من أجزاء الجهاز الهيكلي خاصة في عظام الحوض .
صورة آشعة على ساقي طفل مصاب بمرض الكساح |