منتديات وادي العرب التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


2 مشترك

    من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي

    3abdou2323
    3abdou2323
    ::عضو برونزي::
    ::عضو برونزي::


    ذكر
    المشاركات : 24
    العمر : 32
    البلد : تيارت
    المزاج : ممتاز
    التسجيل : 07/10/2009
    نقاط : 28
    السٌّمعَة : 0

    من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي Empty من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي

    مُساهمة من طرف 3abdou2323 الجمعة فبراير 12, 2010 12:37 pm

    تعريف الغزو الثقافي لغة -واصطلاحا
    نشأة الغزو الثقافي-
    اهداف الغزو القافي
    مؤسسات الغزو الثقافي
    وسائل واساليب الغزو الثقافي
    عوامل نهضة الثقافة الاسلامية في مواجهة الغزو الثقافي
    ارجوكم اللي عندو البحث لا يبخلنا
    بسام
    بسام
    ::المراقب العام::
    ::المراقب العام::


    ذكر
    المشاركات : 1190
    العمر : 28
    البلد : خنشلة
    المزاج : جيد
    التسجيل : 25/06/2009
    نقاط : 1728
    السٌّمعَة : 57

    من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي Empty رد: من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي

    مُساهمة من طرف بسام الجمعة فبراير 12, 2010 1:32 pm


    الغزو الثقافي






    السيد علي الحسيني
    ‌الخامنئي






    بسم اللّه الرحمن الرحيم








    مقدمة المترجم






    يفترض في الكثير من البحوث انها تتجاوز البديهيات وتكف عن الشروع من الصفر دائماً.
    ولكن يبدو أن هذا الأمر غير ممكن بالأخص في المسائل التي تُثير جدلاً، فإذا وجدت ـ
    مثلاً ـ مَن لا يزال يناقش في جدوى دوام التحديث وفق النماذج الموروثة التي ألفها
    عالمنا العربي ـ الإسلامي من مشروع التحديث الغربي، ومَن لا يزال يشك في ان أزمة
    الديموقراطية وحقوق الإنسان تعود أصلاً إلى أزمة الشرعية السياسية في المنطقة، وإذا
    رأيت من لا يزال يجادل في دور الثقافة والمثقف متغافلاً أزمة الثقافة والمثقف التي
    يمكن أن تنتهي أهم عناصرها إلى مخلفات التكوين وطبيعة علاقة المثقف مع السلطة
    والمجتمع؛ إذا رأيت من وقد قيل: من أشكل المشكلات اثبات البديهيات.



    في
    قضية مثل الغزو الثقافي نجد أنفسنا مضطرين للانطلاق من تأكيد البديهيات والتذكير
    بها قبل ان ندخل التحليل، لاسيّما مع تشابك وجهات النظر التي يذهب بعضها إلى ان
    القضية متكلفة ومبالغ فيها، أو انها وهمية مصطنعة؛ إذ لا مجال في عالم اليوم الذي
    تتواصل فيه الثقافات وتتفاعل انماط السلوك الإنساني للحديث عن "غزو ثقافي" بالأخص
    بعد أن سقطت الجدران والأسوار الحديدية التي كانت تحيط بعض البلدان "ولم يعد أحد
    بقادر على رفع سياج حول بلده" على حد تعبير إدغار بيزاني مدير معهد العالم العربي
    في حديث له عن جانب من جوانب القضية(1).




    إلتباسان




    يبدو ان هناك التباسين لعبا دورهما في تعويم قضية الغزو الثقافي الذي يتعرض له
    العالم العربي ـ الإسلامي عامة، ليس من الآن وانما من يوم أن فقد مؤهلات القدرة
    والقوة والمعرفة وصار أسير الضعف والتبعيات. وبقدر ما يبدو هذان الالتباسان شكليان
    إلاّ ان لهما الدور المهم في دفع التيار الناكر للغزو إلى التشنج وأحياناً السخرية
    التي لا يمكن أن تعود إلاّ بالضرر على الجميع.








    والالتباسان هذان، هما:




    أولاً: ان الإسلاميين هُم الذين تبنّوا قضية الغزو الثقافي وحملوا رايتها باكراً.
    ومفاد مقالتهم انَّ العالم العربي ـ الإسلامي واقع في معرض مخططات الغرب وأهدافه
    لاستلاب مجتمعاته والنيل من دينها وقيمها وثقافتها وسلوكها وهويتها، وان الغرب يهدف
    من الغزو ابقاء سمة التخلف مستمرة في هذا الجزء من العالم.




    ثانياً: ان الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم تكاد أن تكون الدولة الوحيدة من
    بلاد العالم الإسلامي التي تتبنّى القضية رسمياً وتحمل رايتها وتدعو لمواجهة
    التغريب وموجات الغزو على أساس تخطيط جاد وموحد تقف من ورائه دولة.




    فرفع الإسلاميين لشعار القضية وتبنّي إيران لها اليوم هما سببان ألّبا الذهنية
    العامة لبعض الاتجاهات الثقافية والرسمية، حتى باتت لا تنظر إليها في حجمها الحقيقي
    ولا تمنحها الاهتمام الذي تستحقه. بل ذهبت بعض التيارات الثقافية في المنطقة
    العربية ـ الإسلامية لحمل قضية الغزو الثقافي في طرح الإسلاميين، على انها قضية
    آيديولوجية غير واقعية تُرفع كشعار في ادارة الإسلاميين لمعركتهم الفكرية
    والاجتماعية مع الاتجاهات الأُخر وبالذات الاتجاهات العلمانية.



    وفي
    مسألة إيران ذهبت الأغلبية إلى ان القادة الفكريين والسياسيين في البلد مدفوعون
    لطرح قضية الغزو الثقافي كشعار أيضاً يهدف إلى دوام أوار المعركة بين مشروع الثورة
    الإسلامية والمشروع الغربي، وخلصوا ببساطة عجيبة إلى ان الطرح في إيران هو الآخر
    طرح آيديولوجي (غير واقعي أو مضخّم على أقل تقدير، يستبطن غير ما يعلن) يهدف تحقيق
    غايات سياسية واجتماعية؛ وان الغزو الثقافي مسألة وهمية مختلقة لا اثر لها ولا وجود
    في الواقع الخارجي، وهي لا تعدو أن تكون أداة وحسب.



    من
    المؤكد اننا نتفهم بعض المواقف التي انطلقت من الآخرين وهي تقر بالغزو الثقافي
    كقضية حقيقية لها واقعها وأطرافها، بيد انها لم تبغ الاصطفاف مع الإسلاميين خشية
    مما سجلته بعض أطروحاتهم من ضيق نظر في رفض كل شيء والتنكر لجميع الرؤى بذريعة
    الغزو الثقافي، حتى غدا الغزو الثقافي ـ في بعض أطروحات الإسلاميين ـ تهمة جاهزة
    للحدّ من التفاعل الثقافي الخلاق وقيداً على الابداع، وتبريراً للانزواء والتقوقع،
    ومثابة لتسويغ الكسل عن العمل الثقافي الجاد الذي تحتاج إليه مجتمعاتنا.





    لطمأنة هؤلاء ستطالعنا هذه الرؤية التي يضمها الكتاب بنصوص صريحة أكدت مراراً ان
    الغزو الثقافي لا ينبغي ان يتحوّل إلى حربة لضرب التفاعل المشروع وضروب الابداع،
    ولا أن يكون قيداً على التبادل الثقافي المتكافئ مع العالم؛ كما لا يجوز ان يتحوّل
    إلى ذريعة لتبرير الكسل عن الانتاج الثقافي والاكتفاء بما هو موجود والانكفاء في
    دائرة العزلة والتقوقع.




    اطروحات الآخرين



    لكي
    نعالج الالتباسين الآنفين سوف نختار طريقاً سهلاً وموضوعياً في اعادة بناء القضية.
    فبدلاً من أن ندخل في نقاش مع الآخرين حيال ما يسوقه الإسلاميون من حجج وبراهين وما
    يستندون إليه من وقائع في الحديث عن الغزو الثقافي سواء تعلق الأمر بإيران أو
    ببلدان العالم الإسلامي الاُخرى؛ بدلاً من ذلك كلّه سنوجه أنظار الرافضين لوجود
    الغزو الثقافي، وأُولئك المتحاملين على الإسلاميين وهم يرمونهم باختلاق القضية
    لتحقيق أغراض آيديولوجية تفرضها ظروف الصراع الداخلي مع التيارات الأُخر، إلى بلدان
    أُخرى من العالم تشاركنا رفع شعار الغزو الثقافي، وتتبنى القضية بشكل جاد وبحساسية
    ربما توازي في بعض البلدان (كفرنسا وألمانيا من البلدان الأوربية) درجة الحساسية
    التي بلغتها القضية في منطقتنا. فببساطة تعضدها الوقائع والأرقام نجد ان أُوربا
    تتحدّث صراحة عن غزو ثقافي أمريكي، برغم ان أوربا تشترك مع أمريكا في بناء حضاري
    موحد. ليس هذا وحده، انما تكتسب قضية الغزو الثقافي الأمريكي لأوربا أهمية
    استثنائية متزايدة في بلدين: الأول فرنسا، والثاني ألمانيا.




    وبالنسبة إلى روسيا ـ وهي مركز من مراكز القوة العالمية لا يُستهان به ـ نلمس
    عموماً وجود تيار مهم في محتواه الثقافي والفكري وفي مضمونه الاجتماعي والسياسي
    يحذّر من الغزو الثقافي الأمريكي بل حتى الأوربي، وينبّه إلى المخاطر الشديدة
    المترتبة على الانفتاح، ويدعو في المقابل إلى احياء الهوية والثقافة السلافية بحيث
    تكون هي المنحدر الذي تلتقي فيه الأُمة الروسية في بناء هويتها المتميزة وذاتيتها
    وثقافتها الخاصة.



    ضمن
    هذه الرؤية بالذات، وليس لأسباب اقتصادية محضة ـ كما درجت العادة في قول ذلك ـ
    تتوزع الاتجاهات السياسية في روسيا، بين تيارين، يدعو الأول للانفتاح على أمريكا
    وأوروبا دون أن يبدي حساسية خاصة بشأن مسألة الثقافة القومية والهوية والانتماء
    السلافيين، فيما يدعو الثاني لالتزام النزعة القومية المحضة كأسلوب من اساليب حماية
    الثقافة والذات القومية.



    هذا
    في أوربا وروسيا، أما في اليابان، فانَّ الياباني قد يسمح ـ قد سمح فعلاً ـ ضمن
    تكتيكات السياسة والمصالح الاقتصادية الوطنية بتحوّل نسبي لميزان التبادل التجاري
    مع أمريكا ومع أوربا، بيد انه لا يسمح باختراق منظومته الثقافية والقيمية الخاصة
    التي ما برحت تجمع اليابانيين في اطار نسيج اجتماعي متين، ما يزال يستعصي على أدوات
    الاختراق الأمريكي ـ الأوربي. فما لبث الياباني مع كل التقدم الذي أحرزه البلد
    وبرغم مظاهر التحديث والأوربة والأمركة منشداً إلى ثقافته الخاصة، وما يزال
    الأمريكي يعيش حيرة كبيرة في فهم هذا اللغز: كيف يكون الياباني بمثل هذه الذهنية
    الخلاقة في الانتاج والتقنية، وبمثل هذه القدرة المذهلة في التأقلم مع مظاهر
    التحديث الطاغية، وإلى جوار ذلك يعيش هذا الاصرار الكبير على الالتحام مع ثقافته
    الخاصة وتقاليده وأعرافه.




    وإذا تركنا هذا الصف من العالم المتقدم ونظرنا إلى الرقعة التي يطلق عليها العالم
    الثالث واعتبرنا الصين ـ تجاوزاً ـ في عداده، لرأينا ان بقاعاً كثيرة من هذه الرقعة
    الممتدة تتحدث عن مخاطر الغزو الثقافي وتؤكد في مقابل ذلك على نزوعات خاصة للهوية
    والذات والثقافة القومية تلجأ إليها وتحتمي بها.




    يتبيّن من حصيلة العرض السريع ان قضية الغزو الثقافي هي قضية واقعية حقيقية يعيشها
    العالم على مستوى عالمي. وهي من ثمَّ لا تقتصر على إيران وحدها ولا على الإسلاميين
    دون خلق اللّه الآخرين!




    الفوارق




    الذي يبدو من سياق هذا العرض ان أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تطرح
    حتى الآن شعار الغزو الثقافي ولا تعاني من قضية على هذا المستوى. والباعث لذلك ليست
    أسباب نفسية وتأريخية كما اعتدنا أن نقول؛ حيث تفتقد أمريكا إلى العمق الحضاري
    والهوية التأريخية المتميزة اللتين تخشا عليهما ازاء تهديدات الثقافات الأُخرى،
    وحسب، وانما أيضاً لأنها تملك مقدرات السلطة في مجالات القوة والقدرة والمعرفة،
    والمتفوق لا يطرح عادة شعار الغزو ولا يهابه، بل هو الذي يغزو.




    وهذه حقيقة ينبغي ان تكون حاضرة في وعينا، وعلينا أن لا نغيّبها وسط لغة الشكوى
    والتظلم والبكاء على الأمجاد التأريخية الدارسة، فلا سبيل إلى صدّ الغزو الثقافي،
    إلاّ بتحقيق شروط النهضة واحراز التقدم على الصعيد الموضوعي. ورحم اللّه السيد محمد
    حسين الطباطبائي المفسّر القرآني الكبير، حيث كتب: "وانما تحتاج السنن الاجتماعية
    في ظهورها ورسوخها في المجتمع إلى عزائم قاطعة وهمم عالية، من نفوس قوية لا يأخذها
    في سبيل البلوغ إلى مآربها عي ولا نصب، ولا تذعن بأن الدهر قد لا يسمح بالمراد،
    والمسعى قد يخيب، ولا فرق في ذلك بين الغايات والمآرب الرحمانية والشيطانية".




    أجل، لا فرق بين المشروع سواء أكان منحدره من منطلق الخير أو من منطلق الشرّ،
    فكلاهما يحتاج إلى الهمة والتوفر على اسبابه الموضوعية التي تحرز الغلبة وتضمن
    التفوق فيه.




    وعودة مجدّدة إلى السياق حيث نجد ان الكثير من بلدان العالم من بينها دول متقدمة
    تشاركنا الحديث عن الغزو الثقافي. أجل، ما يختلف هو مستوى الطرح وطبيعة فهم القضية
    وزاوية النظر إليها، مضافاً لتفاوت البواعث والمبررات. فحين نرى المانيا تهتم
    بموضوع الغزو الثقافي الأمريكي بالذات، علينا ان لا ننس تلك النزعة التأريخية في
    هذا البلد العريق إلى هوية المانية تكون قاعدة ومظلة ليست للحضارة الأوربية وحدها
    وانما للعالم أجمع. وهذا النزوع تغلّف في حياة الألمان بالفلسفة والفكر والسياسة
    حيث أُصطنعت تيارات فلسفية وفكرية لتبريره.



    في
    فرنسا يترافق الحديث المكثّف عن مخاطر الغزو الثقافي الأمريكي مع نزعة مماثلة
    تعبِّر الفرانكفونية عن أحد مظاهرها.



    وفي
    العالم الإسلامي يتلازم الحديث عن الغزو الثقافي الآخر مع نزوع لتأكيد الهوية
    الإسلامية، ليس ذلك وحسب، بل اعتبار الإسلام قاعدة لنهوض العالم الإسلامي، ومنطلقاً
    لاشعاع قيم الخير والإنسانية على العالم أجمع، كون الإسلام وحي اللّه وآخر رسالات
    السماء إلى الأرض.



    هذه
    كلها ـ وثَمَّ غيرها أيضاً ـ فوارق موجودة لا مجال لانكارها والنظر لقضية الغزو من
    خلال رؤية نمطية واحدة. وما يهمنا منها هو دلالتها الأكيدة على وجود قضية واقعية
    وحقيقية تتداولها بلدان العالم تحت عنوان: الغزو الثقافي.




    وإليكم فرنسا كمثال يسبق حتى المثال الإسلامي في إيران.








    المثال الفرنسي




    المثال الفرنسي في حديثه عن محاولات الغزو الثقافي الأمريكي في سلخ الهوية الثقافية
    المميزة لفرنسا وأوربا، يعطينا بكثافة معطياته من أرقام وشهادات رجال الفكر
    والسياسة، صور جلية وواضحة وبالألوان أيضاً عن تقاسيم الموضوع الذي نتحدث عنه.




    تشير بعض الدراسات ان موضوع الغزو الثقافي طرق الساحة الأوروبية للمرة الأولى مع
    نهاية الحرب العالمية الثانية التي فتحت أبواب القارة على المشاريع الأمريكية.



    وفي
    نهاية السبعينات صدرت كتب فرنسية متعدّدة عن الموضوع، من بينها "الحرب الثقافية"
    لهنري غوبار، و"فرنسا المستعمَرة" (بفتح الميم) لجاك تيبو. وفي مطلع الثمانينات
    شرعت الصحف الفرنسية بسلسلة من المعالجات باتجاه القضية، كان من بينها المقال الذي
    كتبه رئيس تحرير لوموند (عدد 4/7/1980) بعنوان: "حيث تنتصر أمريكا".




    ماذا أرادت ان تقول الأصوات الفرنسية من خلال ذلك؟ يجيب دارس عربي عن السؤال: "ان
    القاسم المشترك الأعظم بينها هو لفت النظر بالحاح وتحذير إلى مخاطر الغزو الثقافي
    الأمريكي على فرنسا والدول الأوربية الأُخرى، وتهديدها لهوياتها الثقافية ومسخها
    التدريجي للمواطن الأوربي ليصبح تدريجياً عاشقاً ومقلداً لنموذج الحياة الأمريكي،
    ببنطلون "الجينز" والثياب المزركشة والكوكاكولا والهامبرغر و"الديسكو" الصاخبة، و"السوبرمان"
    والعنف والانحلال الجنسي والعبثية واللامبالاة والضياع، وليكون ضحية الاعلانات
    التجارية المثيرة"(2).



    أما
    غوبار مؤلف كتاب "الحرب الثقافية" فيستخدم تعبير "المطرقة الثقافية الأمريكية" التي
    ما فتئت تضرب وتدق منذ عام 1945، حتى تحقق ما يراه استسلاماً ثقافياً فرنسياً
    وأوربياً في كل ميدان. ثم يضيف: وباسم "الجديد.. الجديد دائماً" يتم استيراد آخر
    التقليعات الثقافية الأمريكية(3).



    وفي
    مكان آخر من كتابه يسجّل مؤلف "الحرب الثقافية" انَّ "هذه الحرب هي أخطر والعن من
    الحرب الساخنة، لأن الأخيرة تعبئ الجماهير بينما الأولى تشل الارادات حيث تتسلل
    بمكر وتدريجياً، وتدق بمطرقتها بالحاح واستمرار على الأذهان والعقول والأذواق
    فتسممها ليصبح المرء عبد قيم وأخلاقيات مستوردة غريبة". ازاء ذلك أصبح "استسلام
    الأوربيين أمام طريقة الحياة الأمريكية يتجلى في كل مكان: في أسلوب الاستهلاك
    والملبس ووسائل اللهو، وحتى في الجامعة"(4).



    وفي
    مقال رئيس تحرير لوموند تجد ما يشير إلى مصاعب أمريكا العالمية، ولكن باستثناء
    الميدان الثقافي الذي تتقدم فيه "فلغتها وقيمها ونتاجاتها الثقافية والفنية أخذت
    تهدّد بلدان العالم كلّه في هويتها الثقافية". ثم تستمر الدراسات بعد ذلك بذكر
    معطيات خطيرة عن هيمنة اللغة الأمريكية (الانجليزية) على الفضاء الثقافي والعلمي في
    فرنسا حيث 60% من الباحثين في البلدان الناطقة بالفرنسية يستعملون مصادر انكليزية،
    وان من (615) بحثاً أعده (586) باحثاً فرنسياً لم ينشر منها بالفرنسية غير (142)
    فقط.




    وبعد اللغة يستعرض جوانب الموسيقى والفن والغناء والسينما والاذاعة والتلفزيون.



    ثم
    يخلص هؤلاء الباحثون في تحليل بنية الغزو الثقافي الأمريكي، إلى انه لا يعود إلى
    اسباب التفوق التقني، وانما "لأنَّ هذه الهيمنة هي نتاج سلطان جهاز اقتصادي وقوة
    نظام آيديولوجي واستراتيجية جيش ثقافي هائل"(5).




    وعلى الصعيد السياسي الرسمي أبدى الرئيس الفرنسي ديستان في نيسان 1976 قلقه لتدهور
    الانتاج الفرنسي التلفزيوني وطغيان الانتاج الأمريكي في التلفزيون الفرنسي. وفي
    حزيران 1979 حذّر تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي من عواقب الوضع السيء للتلفزيون
    الفرنسي اثر أمركة البرامج التلفزيونية كأحد أهم أسباب المشكلة.



    وفي
    تشرين الأول عام 1989 شهدت باريس اجتماعاً لخبراء ومختصين في الاعلام بحثوا إمكانية
    وضع حد للتدفق الثقافي الأمريكي احادي الجانب الذي ينهمر خلال الشبكات الفرنسية.
    وفي هذا الاجتماع شارك الرئيس ميتران بكلمة أعرب فيها عن خشيته على الهوية الفرنسية
    والأوربية وقال: انها في خطر؛ فمن مجموع (125) ألف ساعة بث تلفزيوني فرنسي لا تزيد
    حصة الانتاج الفرنسي على (20) ألف ساعة فقط والباقي أمريكي(6).




    وآخر رقم نقتبسه من مؤتمر مؤسسة راما التي انشأت عام 1990 للعمل في مجال "السمعيات
    البصرية والسينما" حيث اشار ادغار بيزاني رئيس معهد العالم العربي (مؤسسة فرنسية)
    في مؤتمر عقد في باريس في آذار 1993، ان فرنسا تتعرض هي الأُخرى ـ كالعالم العربي ـ
    إلى الغزو الأمريكي في المجال السمعي البصري. بل ذهب وزير خارجية فرنسا الأسبق كلود
    شيسون في كلمته إلى القول نصاً: "اننا ـ العرب والفرنسيين ـ نواجه مأزقاً متشابهاً
    بفعل الأمريكان، فما علينا إلاّ أن نوحد جهودنا لنوجد حالة توازن وتعاون وانفتاح
    متزن، بدلاً من التقوقع أو الاستمرار فقط بالتذمر، وانما يجب أخذ المبادرة وذلك قبل
    فوات الأوان"(7).




    تحديدات ضرورية




    نسعى في هذه الفقرة ان نعطي خلفية ولو إجمالية لمقولة الغزو الثقافي كما أُثيرت
    وتبلورت في إيران خلال السنوات الأخيرة. ففي 6/حزيران/1992 التقى آية اللّه السيد
    علي الخامنئي بجمع من المفكرين والباحثين والمسؤولين في الأجهزة الثقافية والفنية
    والإعلامية، وقد دار الحديث في هذا اللقاء عن الغزو الثقافي بلغة صريحة دالة وأرقام
    مبسوطة.



    لنا
    أن نوضح ان حديث السيد الخامنئي هذا جاء إثر احتدام النقاش في وسائل الاعلام
    الداخلية عن شيوع مظاهر مكثّفة في الشارع هي خلاف قيم المجتمع وفي تعارض مع مشروع
    الثورة الإسلامية، مضافاً إلى انها تعكس مظاهر بارزة للتغريب.




    ورغم ان حديث آية اللّه السيد الخامنئي فتح المجال لتناول أكثر صراحة وجرأة لموضوع
    الغزو الثقافي ودوره في تشويه السلوك الاجتماعي وهدر طاقات الشباب أو تحييدها، إلاّ
    ان الاطار العام للقضية بقي في حدود النقاط التالية:




    أولاً: يبدو بديهياً ان تكون إيران التي يقوم كيانها السياسي على مشروع الثورة
    الإسلامية مستهدفة بفعل غربي، وذلك على قاعدة الصراع بين الإسلام ـ الغرب الذي
    يُفسّر بدوره في ضوء التضاد بين الفكرين والثقافتين الغربية والإسلامية. وهذا
    الاستهداف سيكون ناجزاً ما دامت إيران متمسكة بمبادئ نهضة الإمام الخميني، تطرّد
    نسبته مع قدر الالتزام بمنطلقات الفكر الخميني، ويخف بمقدار الابتعاد عن ذلك الفكر.




    ثانياً: ازدادت الهجمة الثقافية واكتسبت طابع الخطة المبرمجة بعد نهاية حرب السنوات
    الثماني. وبذلك يكتب أحد الدارسين لمقولة الغزو الثقافي: "لم يكن هدوء صوت المدافع
    ليعلن عن نهاية الحرب، بل كان اشارة إلى بداية الحرب الحقيقية"(8).




    وهذا أمر طبيعي ونتيجة منطقية للنقطة الأولى، فلطالما ظلت إيران مشروعاً قائماً على
    أساس الإسلام ومرتكزات الفكر الخميني سيتواصل استهدافها، وسيكون تخفيف الضغط عنها
    علامة على ابتعادها عن مرتكزات الفكر الخميني.




    ثالثاً: في الأوقات العادية يكون من السهل التمييز بين الأفكار والمواقف
    والمصطلحات، بيد ان الأمر يتطلب جهوداً مضاعفة في أوقات الأزمة. وفي المسألة
    الثقافية حصل خلط كبير ـ ولا يزال ـ بين الغزو الثقافي والتبادل الثقافي، فبقدر ما
    ان الأول هو خطيئة تحتاج إلى كفاح ومواجهة فانَّ الثاني فضيلة تحتاج إلى ان تدخل
    حياتنا الثقافية.




    لذلك دأبت الأطراف المعنية ـ وبالأخص الرؤية التي يحويها هذا الكتاب ـ إلى التزام
    الحذر على أساس التمييز بين الغزو والتبادل، وألاّ يُصار إلى الرفض المطلق وتبرير
    حالات الكسل والتقاعس باسم الخوف من الغزو الثقافي، ولا أيضاً تحويل المقولة إلى
    عصا غليظة يهوى بها على الرؤوس لقمع الابداع والحدّ من الحريات وتسويغ الجمود
    والتقوقع؛ تماماً كما من الضروري أن لا يورّط المجتمع بمتاهات مظلمة باسم الانفتاح
    والتبادل الثقافيين. فحالتا التطرف مرفوضتان كلتاهما.




    رابعاً: يتحرك الغزو الثقافي في أوساط المجتمع الإيراني عبر جبهتين. في الداخل عبر
    النخب الثقافية التي تنحدر من ذات المبادئ التي نهضت بها النخبة الثقافية في
    التاريخ الإيراني الحديث منذ قرن ونصف تقريباً. ومن الخارج عبر التهديدات الثقافية
    الغربية لقيم وسلوك المجتمع في الثقافة والسلوك الاجتماعي وفي الاقتصاد أيضاً عبر
    طغيان النزعة الاستهلاكية.



    وقد
    لاقا العاملان الداخلي والخارجي أرضية مساعدة في أجواء إقتصاد السوق الذي ازدهر
    خلال السنوات الأخيرة، وراح يُعزز ذات النتائج الخطرة التي يستبطنها هذا النمط من
    الممارسة الاقتصادية في المجتمعات الرأسمالية علاوة على نتائج إضافية ناتجة عن
    الطابع الطفيلي القشري لهذه الممارسة التي بقيت على السطح واكتست طابعاً مظهرياً في
    بعض أجزائها لعدم توافر إمكانات تحقيقها في العمق(9).




    خامساً: الذي يسترعي الانتباه ان الخطر الثقافي وهو يصدر من الجبهتين لا يمثل
    تهديداً يعتد به على الصعيد الفكري المباشر، وانما تنصب نتائجه في تأثيرات بليغة
    على السلوك الاجتماعي وبالأخص فئات الشباب في العاصمة والمدن الكبرى.




    ومرد ذلك ثقافياً يعود أولاً إلى طبيعة فكر النخبة، ففكر النخبة محدود التأثير على
    الدوام لا يتسم بالمرونة ويفتقر في الغالب إلى العملية والوضوح، لذلك لا تستسيغه
    الجماهير العريضة ولا تتفاعل معه.




    وفكر النخبة الثقافية في إيران لا يختلف عن غيره، بل يزداد عجزه وانحساره ويفقد
    قدرته على أن يتحول إلى تيار مؤثر في فكر الناس إذا أخذنا بنظر الاعتبار الجوانب
    الأُخرى.




    وأما ثانياً: فانَّ المجتمع الإيراني يسجّل بحصيلة المقاييس المتوفرة خصوصية واضحة
    في الالتزام الديني والارتباط المذهبي والولاء للفقهاء والعلماء. وعناصر مثل هذه
    الخصوصية وفرت بشكل عام جداراً عازلاً حال دون تأثير فكر النخبة التغريبي على عقول
    الناس، وان كان التغريب قد نفذ عبر المظاهر السلوكية. وهذا العامل ربما يفسّر لنا
    بعض مظاهر الازدواج التي تجمع في الشخص الواحد بين العقيدة الإيمانية والولاء
    المذهبي والديني وبين مظاهر السلوك التغريبي.



    هذا
    على الصعيد الثقافي، وأما على الصعيد الاقتصادي فان السبب وراء تراجع الصبغة
    الفكرية للغزو الثقافي وتأكد مظاهره السلوكية ورسوخها بين الشباب خاصة في العاصمة
    والمدن الكبرى، فيعود إلى الازدهار المالي، حيث تستقطب العاصمة ومراكز المدن الكبرى
    قدراً كبيراً من الأنشطة الاقتصادية حتى لو كانت طفيلية وكاذبة. وفي ظل هذا
    الازدهار تتدفق الأموال التي تجلب مع غياب الانفاق الرشيد مظاهر التغريب، وتكون
    أرضية مساعدة لتضعضع الالتزام وتصدع المنظومة القيمية، ومن ثم رواج المظاهر
    السلوكية للغزو الثقافي.




    السبب الآخر وربما الأهم في عدم اكتساب الغزو الثقافي الداخلي والخارجي لصبغة فكرية
    في إيران، فيعود في المرحلة الراهنة على الأقل، إلى وجود الدولة الإسلامية. فما
    يهدف إليه الغزو هو خلخلة البناء الاجتماعي لمجتمع الدولة وهزّ الثقة في صحة
    الاختيار الإسلامي الماثل في الكيان السياسي الراهن.




    ومعنى ذلك ان المعركة تستهدف تحقيق أغراض عملية، لذلك يتوجه الغزو إلى الواقع
    مباشرة ليقارع الدولة على أرضها ويحاول ضربها في مواطن قوتها. بعبارة أوضح، يهدف
    الغزو تحييد قطاعات من الشعب ولاسيّما قطاعات الشباب وعزلها عن الدولة من خلال
    تحويلها إلى فئات عاطلة فاسدة ومخربة أيضاً.




    والمعركة حين تبلغ هذه المرحلة تكون خطيرة، لأن الصراع على الأرض مباشرة، والإنسان
    عرضة لاغراءات عملية ولإفساد سلوكي، لا يفلح الفكر لوحده في مواجهته بل لابدّ من
    تحصين الأرض، وتأمين حاجات المجتمع كي لا ينفلت الإنسان ولا ينهزم أمام غزو الواقع.



    من
    هنا لا يكفي في مواجهة هذا الضرب من الغزو ان نتحدّث فقط عن دوافعه ووسائله، ولا أن
    نؤلف الكتب نمجّد فيها بالإسلام وندين الغرب، فهذه جميعاً وسائل تدخل في شروط
    المرحلة الأولى في صدّ الغزو. أما المرحلة التالية فهي تحتاج إلى عمل وإلى انجازات
    يشهدها الواقع على الأرض ويستفيد منها الإنسان مُباشرة.




    فالشباب الذي تحاصره أفلام الفيديو وتنهمر عليه الصور الماجنة في المدرسة والشارع
    وخلوات البيت، وتوفر بين يديه أنواع المخدرات، يحتاج حتى يملك الضمانة لعدم
    الانحدار صوب شباك العدو، إلى شروط موضوعية وأعمال ناجزة على أرض الواقع، من زواج
    وعمل ورفاه معقول، بالاضافة إلى الحصانة الأخلاقية والوازع الديني؛ بل لنقل إنَّ
    الوازع الديني والحصانة الأخلاقية يتصلبان من خلال الشروط الموضوعية وعبرها.




    هذه
    هي القاعدة العامة التي تحكم المساحة العريضة من الناس، وان كان للاستثناءات
    موقعها.




    ولاستهداف الغزو الثقافي سلوك الإنسان على الأرض؛ ولأنَّ الخطة الغربية ترمي زعزعة
    ثقة الإنسان الإيراني بكيانه السياسي القائم في محاولة لتذويب قناعته بجدوى المشروع
    الخميني، نجد ان تأثيرات هذا الغزو تكاد تنحصر راهناً على محيط العاصمة والجامعات
    والشرائح الممعنة في الطابع المدني وبالذات في المدن الكبرى، تساعد على امتدادها
    النتائج الطفيلية لاقتصاد السوق. أما الفئات الاجتماعية العريضة في الأرياف والمدن
    الصغيرة فلا زالت ثقافة التغريب وتأثيرات الغزو الثقافي عاجزة حتى اللحظة عن
    اختراقها.



    هذه
    النقاط الخمسة توجز لنا محددات القضية التي تشتهر في إيران الآن بقضية الغزو
    الثقافي.








    معنى الغزو الثقافي




    طالما كنّا مع الغزو الثقافي أمام ظاهرة اجتماعية وسلوكية أكثر من كوننا أمام حالة
    فكرية، فاننا سنبتعد عن التحديدات النظرية الصارمة التي تلتزم بها الأُطر
    الأكاديمية في البحث.




    فحين نتحدث عن معنى الغزو الثقافي فلا نبحث عن تعريف أكاديمي، وانما نتقصى الظاهرة
    كما تتحرك في المحيط الاجتماعي وتعكس حركتها ومضمونها بأوضح ما يدل عليها. أي اننا
    نستخدم التعريف لأغراض اجرائية تنفيذية تفي برصد الظواهر وتقريب مضامينها إلينا.
    ولنتذكر جيداً ان كتّاباً مرموقين كالذين أشرنا لبعضهم حين تحدثنا عن قضية الغزو
    الثقافي الأمريكي للمجتمع الفرنسي، يكتفون بمثل هذه البيانات الاجرائية التي تفي
    بايصال المدلول إلى القارئ. لأن المهم لدى أولئك التنبيه إلى الخطر، وليس ممارسة
    استعراض القوة كما هو شأن بعض الباحثين في عالمنا الإسلامي الذين اهتموا في القضايا
    التي يطرقونها بالتأسيس والتأصيل المنهجيين أكثر من اهتمامهم بأزمة الواقع ونظرية
    الحل.




    يلخص لنا المسؤول الأول في البلد آية اللّه السيد على الخامنئي مؤدّى الغزو الثقافي
    الذي يتعرض إليه المجتمع الإيراني، بقوله: "أما معنى الهجوم الثقافي فهو أن تشن قوة
    سياسية أو اقتصادية حرباً على المبادئ الثقافية لشعب من الشعوب، لتنفيذ أهدافها
    الخاصة والتحكم بمصير ذلك الشعب. انهم يفرضون بالقوة عقائد جديدة على تلك الدولة
    وعلى شعبها من أجل ترسيخها بدلاً من ثقافة ومعتقدات ذلك الشعب"، ثم يضيف: "الهدف من
    الهجوم الثقافي هو اجتثاث أصول الثقافة الوطنية والقضاء عليها".




    أحمد توكلي الوزير السابق في حكومة المهندس مير حسين الموسوي والمرشح الأقوى الذي
    نافس الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في الدورة السادسة لانتخابات الرئاسة (حزيران
    1993) وحاز على ثلاثة ملايين صوت، حدّد معنى الغزو ومصداقه في برنامجه الانتخابي
    على نحو واضح، حين أعاد الغزو إلى طبيعة الصراع بين الإسلام والغرب؛ بين "ثقافة
    (إسلامية) تدّعي ان بإمكانها ان تقول كلمة جديدة في عالم اليوم ازاء سلطة الثقافة
    الغربية المادية وهيمنتها".



    ثم
    أوضح انّ هذا الصراع اكتسب بعد انهيار الشيوعية أبعاداً متقدمة. ومن الطبيعي أن
    تكون إيران المرتبطة بالمشروع الخميني أول ما يُستهدف.



    من
    مظاهر الحملة على إيران، التركيز على الجانب الدنيوي المفرط في المعاش، وجرّ
    المجتمع للروح الاستهلاكية، وتحريك الشهوات واثارتها على صعيد الأخلاق الفردية.



    وفي
    الجانب السياسي التركيز على ما يطرح تحت عنوان عجز نظام ولاية الفقيه عن ادارة
    الدولة، وعدم كفاية الأحكام والقيم الإسلامية في ادارة المجتمع؛ وبكلمة عدم كفاية
    المشروع الخميني. وما يعتقده السيد أحمد توكلي، ان العلوم الاجتماعية هي واحدة من
    ذرائع هؤلاء في تحقيق أهداف هذا الجانب من الغزو(10).




    رئيس الجمهورية السابق هاشمي رفسنجاني وأحد القيادات البارزة في البلد أوضح في
    مؤتمر صحفي، ان هناك نظرة قاصرة في الداخل تتعامل بسذاجة وسطحية مع قضية الغزو،
    سواء أكان ذلك على مستوى ادراك بواعث القضية أم على مستوى رصد مظاهرها.




    والذي يؤكد عليه رفسنجاني وكذلك أكثر من مسؤول بارز في البلد؛ ان مظاهر عدم
    الالتزام الكامل بالحجاب هي ليست الغزو الثقافي، وان كانت بحدّ ذاتها ظاهرة سلبية
    يمكن أن تكون احدى أدوات الغزو، وانما "المسألة أكثر عمقاً وجذرية من هذا المظهر
    بكثير. الغزو يهدف ان يسلبنا شبابنا ويقطعهم عنا من الجذور، ونحن في المجلس الأعلى
    للثقافة وفي المراكز الأُخرى نحاول أن نواجه الظاهرة بشكل جاد، بيد إنّا نواجه مع
    الأسف نظرة تتسم بالكثير من السطحية".




    وعند هذه النقطة ـ استهداف الشباب ـ يلتقي الشيخ رفسنجاني مع آية اللّه الخامنئي
    الذي يقول صراحة: "لو انهم أرادوا أن يحاصروا الشاب الذي سبق أن ذهب إلى الجبهة،
    فانهم يعطونه في البداية جهاز فيديو، ثم يثيرون شهوته بوضع الأفلام الجنسية القذرة
    في متناول يده، ثم يجرّونه إلى عدة مجالس لهو وفجور...؛ أنا لدي أخبار كثيرة من
    مختلف مدن البلاد، ولا يمر يوم وليلة إلاّ ونسمع بأخبار من هذا القبيل"(11).




    أما
    كتاب "الهجوم الثقافي" الصادر عن مؤسسة كيهان الصحفية، فيعطي صورة مجسمة لضخامة
    النشاط المعادي للمجتمع حين يعكس مصاديق الغزو والنيل من قيم المجتمع واختراق
    سلوكه، كما يلي: "توزيع ألوف أجهزة الفيديو بالشكل الذي تحوّل فيه هذا الجهاز إلى
    واحد من المصادر الأصيلة للتغذية الثقافية، وبث الملايين من أفلام الفيديو، ونشر
    الملايين من المجلات والكتب الأدبية والثقافية التي تعدّ مصداقاً تاماً وبارزاً من
    مصاديق "كتب الضلال"، وانتشار الحلويات المغلفة بصور مبتذلة بين الأطفال والشباب
    الغافل عمّا يراد به، وشيوع الملصقات التي تحمل صور مبتذلة لأبطال السينما التجارية
    التركية والهندية والأمريكية، وطبع العلامات (تجارية أو ملصقات على الملابس
    والسيارات) التي تحمل دلالات نفي الهوية، وتصميم الأشكال التي ترمز إلى ثقافة
    الأجنبي، وتحوّل ملابس الأطفال والشباب إلى لوحة اعلان سيّارة، هي جميعها أمثلة
    بارزة للهجوم الثقافي الذي يهدف إلى قطع الشاب تدريجياً عن هويته المعنوية
    والوطنية، وأفقاده عنصر الثقة بنفسه والاعتماد على ذاته، وربطه ببهارج دنيا الغرب
    الملونة حتى يتحوّل الغرب إلى قبلة آمال ينزع إليها ويصبو لها.



    ومن
    الطبيعي ان هذا الجيش المهاجم إذا نجح في حملته فسوف لن يحتاج حتى إلى اطلاق رصاصة
    واحدة"(12).




    حقيقة أم وَهم؟



    قد
    يخطر في ذهن البعض ان في الأمر مبالغة ما، وان هذه المظاهر وغيرها هي محطات يمر بها
    الشباب في حياته قبل أن يرسو على طموحات ناضجة ويبلغ الرشد المطلوب. وقد يتعلل
    البعض انَّ هذه المظاهر باتت صوراً مألوفة للحياة في المجتمعات الإسلامية في جميع
    بلاد المسلمين.



    ولا
    يتصور البعض ان اشاعة هذه البضاعة الاستهلاكية المفسدة تتم بدوافع تجارية محضة
    وبهدف استبقاء أكبر قدر من الارباح دون أن تهدف ابتداء إلىتحقيق مرامي النيل من قيم
    المجتمع وسلوكه عبر ما يطلق عليه الغزو الثقافي.




    أخيراً قد يقال: ان المسألة بكاملها تنطوي على ضرب من التهويل يحاول أن يخفي جوانب
    التقصير عن النهوض بأعباء البناء والتغيير الثقافي والاجتماعي. ومن ثمَّ تحولت هذه
    المظاهر إلى مجرد وسيلة لتسويغ التقاعس عن الانتاج الثقافي وتوفير شروط الخصوبة
    الثقافية والاجتماعية في مجتمع المسلمين عامة، ومجتمع الدولة الإسلامية خاصة.



    إذا
    شئنا ان نناقش بعض علامات الاستفهام هذه لاحتجنا أن نعود إلى لغة البديهيات التي
    طوينا الحديث عنها في بدء هذه المقدمة. وانما نكتفي بالتذكير بما يلي:



    1 ـ
    الغزو الثقافي هو قضية عالمية تعاني منه المجتمعات بأغلبها. وبالنسبة لنا نحن
    المسلمون، فنحن في مرمى الآخرين، وبالذات في مرمى الحضارة الغربية، لا فرق في أن
    تكون دوافع الغرب اقتصادية أو حضارية، وانما العبرة بوجود القصد المسبق والخطة
    المدبّرة، وواقع المجتمعات الإسلامية حتى في أشدّ بلاد المسلمين تقليدية ومحافظة
    خير شاهد على ما نقول.



    2 ـ
    أما بشأن إيران فأعتقد ان الجميع يعرف ان لها حساباً خاصاً بعد ان فاحت أجواءها
    بعطر نهضة الإمام روح اللّه الموسوي الخميني. فالغرب ومن يتحالف ويلتقي معه لا
    يألوا جهداً في استخدام جميع الوسائل المتاحة للتأثير على التجربة الإسلامية
    وتذويبها. المطلوب صراحة هو وأد المشروع الخميني والقضاء على الآمال التي أوجدها في
    دنيا المسلمين. وكل شيء سينتهي أو يخف إذا ما أيقن الغرب وحلفاؤه ومن يلتقي معه من
    أي مشرب كان وفي كل مكان، انطفاء شعلة النور التي أوقدها الإمام الخميني.





    وبعدُ ما أحرانا ان نتمثل كلاماً لأميرالمؤمنين الإمام علي بن ابي طالب، وهو يهتف
    بنا "من نام لم يُنم عنه"، فحتى لو كنا في غفلة فان عدونا لن يغفل عنا أبداً.




    وإذا رغب البعض بمزيد من الأرقام فسأترجم مقطعاً من خطاب أدلى به السيد الخامنئي ـ
    وهو المسؤول الأول في البلد ـ تحدث فيه بصراحة شديدة عن مظاهر الغزو، وعودة هذه
    المظاهر إلى خطة مدبّرة تتحرك ببواعث غير مالية، حيث قال: "انظروا إلى أعمال هؤلاء
    المهربين، وتلك الفئة التي توزّع أفلام الفيديو وأشرطة الأفلام الجنسية، والصور
    والكتب المثيرة للشهوة، ومجلات العري والاثارة، فستجدون انها لا تحقق لهم ربحاً
    تجارياً. وأنا أقول هذا الكلام من خلال معرفة مباشرة بالحقائق. فالمال والربح
    يتوافران لهؤلاء من غير هذا الطريق، وانما يقوم هؤلاء بهذه الأعمال تنفيذاً لخطة
    مدبّرة تهدف بث الفساد واشاعة الشهوة بين المجتمع الإيراني وبالأخص في أوساط الشباب
    وبين العوائل"(13).



    3 ـ
    أجل، يبقى من بين الاستفهامات المشار إليها آنفاً، الاستفهام الأخير الذي يتضمن
    شيئاً كثيراً من الحقيقة. فالجميع يعترف ـ أو الأغلبية ـ أنّ قضية الغزو الثقافي
    سُطّحت في إيران وفي العالم الإسلامي، وانه مازالت هناك أشواط تفصلنا عن تحصين
    الداخل عبر بنائه وتأمين احتياجاته.




    وعلى الصعيد النظري نعترف ان هناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر، فيتوارى خلف
    مقولة الغزو الثقافي لتغطية العجز وتبرير الجمود ومنع التبادل الثقافي المتوازن
    القائم على أساس الندّية، وضرب الحريات الطبيعية، كما ثَمَّ من يتخفى وراء مقولة
    التفاعل الثقافي لتذويب مقومات الذات ومرتكزات أصالتها.




    لذلك كان لابدَّ أن نترسم الحدود واضحة بين المقولات انطلاقاً من الرؤية التي يضمها
    هذا الكتاب.




    التفاعل الثقافي والغزو الثقاقي




    بعضهم يتجاوز الاستفزاز ولا يكتفي به، ويتحوّل إلى الارهاب الفكري وغير الفكري في
    طرح القضايا الثقافية ذات المساس بالمجتمع. وهؤلاء حين تترقبهم من بعيد تجدهم أحرص
    الناس على الدعوة إلى الحوار العقلاني والتغنّي بالعقلانية، ولكن حين تقترب منهم
    وتتفحص مقولاتهم وتفككها جيداً تألفهم ارهابيين من الطراز الأول. فهم يمارسون
    الارهاب الفكري بأبشع صوره، تارة بالرمي بالتجهيل، وتارة بالتضخيم والتهويل، وتارة
    ثالثة باقحام مناهج وسوق مصطلحات لا دخل لها بالموضوع، وربما لم يقف كاتبها على
    محتواها بشكل تام!




    موضوع الغزو الثقافي في الساحة العربية وفي بلاد المسلمين تعدّى دائرة الحوار
    الفاعل ليدخل دائرة المزايدة المشار إليها. حصل ذلك على مستوى المقولة ذاتها فيما
    تدل عليه من مواقف ازاء ثقافة الغرب. إذ لا يمكن الحديث عن الغزو الفكري والثقافي
    لبلاد المسلمين دون ان يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً برؤية معينة للغرب عامة ولثقافته
    وفكره خاصة.




    وثَمَّ من يتجافى عن حقائق الواقع لدوافع كرّرنا الاشارة إليها فيما سبق، فيشهّر
    مقولة ضرورة التفاعل ليواري مقولة الغزو، أو يذهب إلى ان الغزو وسيلة الضعيف
    للتغطية على صنعه وعجزه، وكأنه بذلك يقدم فتوحات عجز عنها الآخرون!




    بديهي ان الغزو يحكي ضعفاً والضعيف هو الذي يغزى. وطبيعي ان هناك من يتوكأ على
    مقولة الغزو ليبرّر تقاعسه وجموده ويثبط حركة الابداع ويحول دون تفتح الحريات
    وايناعها.




    تعيش بلاد المسلمين حال ضعف مشهود لامجال لانكاره. وهذه الحالة ليست وليدة الساعة
    بل تتلابس في خلفيتها مجموعة من العوامل. وعلى أرضية الضعف وجد التيار الفكري
    المضاد طريقه إلى المسلمين وتبلور مصطلح الغزو الثقافي أو الغزو الفكري.




    ومع
    ذلك تجد من يتحرك ضدَّ البداهة ويروم حجب الشمس بغربال.




    بديهي نجانب الانصاف إذا وضعنا الجميع في دائرة واحدة دون تمييز. ومع ذلك من المفيد
    أن نمرّ ـ سريعاً ـ على الذين يمارسون ارهاب الفكر بمقولات الفكر وبغيرها، ليحجبوا
    واقعاً يظل يفرض نفسه على الدوام.



    ذهب
    بعضهم انه لا معنى للغزو الثقافي أو الفكري، ولا معنى للأفكار المستوردة، لأن الغزو
    مصطلح عسكري، والاستيراد مصطلح اقتصادي!




    يكتب أحدهم معبراً عن رأيه: "اني أستبعد مصطلح الغزو لأنه محض عسكري". ثم يوضح: "ان
    مصطلح الغزو هو عديم القيمة في تفسير العلاقة بين الثقافات والأفكار. فهو مصطلح
    عسكري ينطوي على معاني القهر والغلبة"(14).




    وتحت عنوان "المسلمون والأفكار المستوردة" يناقش مفكر عربي بارز المصطلح ويردّ عليه
    بالطريقة التالية: "إن المستورد في الأصل صفة تتعلق بميدان التجارة، والتجارة
    الخارجية بالذات". ثم يضيف: "والنتيجة التي نخلص إليها من هذه المقدمة هي ان تعبير
    (الأفكار المستوردة) تعبير مجازي، ينقل إلى ميدان الفكر لفظاً ينتمي في الأصل إلى
    ميدان الاقتصاد والتبادل التجاري"(15).




    عجيب أمر هؤلاء وهم لا يكفون في لغتهم الحديثة عن استخدام مصطلحات، مثل: حفريات
    المعرفة، منتجات العقل، تقنيات، آليات، البيئة الفكرية، مع ان الحفريات تختص بعلم
    الأرض، والمنتجات مصطلح اقتصادي، والتقنيات والآليات من مصلحات علم الميكانيك،
    والبيئة من مصطلحات الجغرافيا؟!




    ويحمل بعضهم على الغزو الثقافي لكونه شعاراً آيديولوجياً يخدم أغراضاً سياسية(16)،
    ويغطي على واقع ضعيف، حيث تعدّ المقولة "دليل قصور عقلي وخواء فكري"(17).




    ولا
    ندري إذا كان الاستخدام الخاطئ والتوظيف السياسي يغيران من الواقع شيئاً أم لا؟



    كل
    مصطلح مرشح للاستخدام الخاطئ وللتوظيف السياسي أيضاً، بيد ان ذلك لم ولن يمنع البشر
    من معالجة واقعهم، كما ان التزوير وان كان يحجب الحقائق ويدلس على وعي الناس لزمن،
    إلاّ انه لا يقوى على تغيير الواقع.



    ثم
    لماذا يستمرئ بعض المثقفين في الساحة، حديثاً عن الهوية يتزايد في المانيا، وآخر في
    الغزو الأمريكي للثقافة الفرنسية تتصاعد وتيرته باطراد في فرنسا، ويذعن بأصالة
    اليابان وذاتيتها وخصوصيتها، ولكن ينكر على العالم الإسلامي وعلى المسلمين حقهم في
    ذلك؟




    بشأن هذه الالتباسات وفي طليعتها الفارق بين الغزو والتبادل الثقافيين، والموقف من
    ثقافة الغرب وعلومه سنقدم رؤية نستمد عناصرها من نصوص الكتاب الذي بين أيدينا.






    عناصر
    الرؤية





    لكي
    نعين القارئ على اختصار المسافة، نشير إلى أهم أفكار الرؤية التي يطويها الكتاب كما
    يلي:




    أولاً: نحن إيرانيون مسلمون، كلمات تتردّد بكثرة في طيّ هذه النصوص. ولكن لا تعني
    لا الإسلامية ولا الإيرانية ان تنأى عن التعلّم من الآخر. فالآخرون لهم أشياء
    وأفكار جيدة؛ وان كان من الأفضل تذويب ما يكتسب من الآخرين في بنية الثقافة
    الذاتية. نقرأ: "نحن إيرانيون، علينا إذن ان نبحث عما يرتبط بنا، ونعثر عليه. بديهي
    هذا لا يعني ان لا نتعلم من محاسن الآخرين؛ فالإنسان يتعلم مما عند الآخرين من
    محاسن واشياء جيدة، ولكن من الأفضل ان يذوّب ما يكسبه في ثقافته، ثم يستفيد
    منه"(18).




    ثانياً: لا ضير من أخذ ثقافة الآخرين بشرط أن نملك حرية الاختيار، وتكون لنا القدرة
    على الهضم فنأخذ ما ينفعنا "لقد تحدثت مرّة عن الثقافة وقلت لا ضير من أخذ ثقافة
    الآخرين، ولكن على نحو يتم التمييز بين كيفيتين".




    الذي نرفضه هو القسر والاجبار في تلقي ثقافة الآخر، وإذا كان الآخر عدواً، فلنا أن
    نتصور ماذا يدفع لنا من ثقافته.




    ثالثاً: الغزو الثقافي وان كان يأتي من جهة الغرب، إلاّ انه يتحرك بآليات محلية
    ويسري ثم يستفحل على أرضية ضعفنا في الداخل. بل لا معنى للغزو من دون ضعفنا؛
    فلضعفنا وبضعفنا يتم الغزو، وضعفنا هو أرضية الغازي. وطريق المواجهة لا يتمثل
    بتشييد السدود وحدها ووضع المتاريس بل بابداع الفكر وابتكار الحلول وبناء الواقع
    وتقوية البناء؛ أي بتجاوز الضعف وتماسك الداخل فكرياً وموضوعياً.




    ثالثاً: ليس لدينا حساسية من الغرب لكونه غرباً، بل نحن نعترف بتقدمه، والأكثر من
    ذلك بوجود أفكار ومنتجات مفيدة في حضارته، بل نسعى إليها بجد. ولكن بشرط ان نملك
    حرية الاختيار، لا أن يدفع لنا الآخر ما يشاء، كيف يشاء من ثقافة إستهلاكية مسخ،
    تأتينا باسم الحداثة وغيرها. "لو عثرنا في معارف الغرب، على ما يناسبنا، فعلينا أن
    نجذبه، ونتعاطى معه كما يتعاطى الإنسان السليم مع الغذاء؛ اذ هو يجذب المفيد لجسمه
    ويدفع الضار. وكذا الحال مع ثقافة الغرب إذ علينا ان نتعامل معها تعامل الجسم الحي
    تعاملاً عضوياً، نأخذ ما يفيدنا ونلفظ ما لا ينفعنا". [/fo
    بسام
    بسام
    ::المراقب العام::
    ::المراقب العام::


    ذكر
    المشاركات : 1190
    العمر : 28
    البلد : خنشلة
    المزاج : جيد
    التسجيل : 25/06/2009
    نقاط : 1728
    السٌّمعَة : 57

    من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي Empty رد: من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي

    مُساهمة من طرف بسام الجمعة فبراير 12, 2010 1:34 pm

    ارجو ان تستفيد محبكم
    بسام
    هذا من اعداد
    السيد علي الحسيني
    ‌الخامنئي
    3abdou2323
    3abdou2323
    ::عضو برونزي::
    ::عضو برونزي::


    ذكر
    المشاركات : 24
    العمر : 32
    البلد : تيارت
    المزاج : ممتاز
    التسجيل : 07/10/2009
    نقاط : 28
    السٌّمعَة : 0

    من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي Empty رد: من فضلكم اريد بحث حول الغزو الثقافي

    مُساهمة من طرف 3abdou2323 السبت فبراير 13, 2010 7:21 pm

    [شكرا بسام لكن اريد تلك المعطيات]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 7:54 am