منتديات وادي العرب التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    المناهج(9)

    avatar
    Eneguma
    ::عضو فعال::
    ::عضو فعال::


    المشاركات : 157
    التسجيل : 16/11/2008
    نقاط : 490
    السٌّمعَة : 36

    المناهج(9) Empty المناهج(9)

    مُساهمة من طرف Eneguma الأربعاء يوليو 29, 2009 8:08 pm

    الفصل الخامس
    ( الأساس الرابع : طبيعة المجتمع )







    [size=21] إن غاية
    التربية هى إعداد الفرد الإعداد الشامل المتكامل الذى يكفل له التفاعل
    والتكيف مع المجتمع الذى يعيش فيه بما يحقق خلافة الإنسان فى الأرض .



    والتربية تعمل على تحقيق التوازن بين أهداف الفرد وأهداف الأمة ، قال
    تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، وقال تعالى " ولتكن
    منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهونن عن المنكر وأولئك هم
    المفلحون " ( آل عمران ) .


    والأمة منظومة من العناصر بينها نسيج من العلاقات وكلما كان هذا النسيج قويا كانت الأمة على نفس الدرجة من القوة والوحدة .

    أولا : العلاقة بين الحاكم والأمة



    1 – مسئولية الحاكم تجاه الأمة :

    أ – الحكم بين الناس ( بشرع الله ) :
    قال تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين
    الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا "
    النساء 58 .


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت ، وإذا حكمت عدلت ، وإذا استرحمت رحمت " .



    ب – أن يطبق القانون على الجميع : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا
    سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذى
    نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " البخارى ص21




    جـ - احترام الملكية الخاصة للأفراد وحقوقهم المالية :


    كتب ابن خلدون تحت عنوان ( الظلم مُؤذذنٌ بخراب العمران ) : " ...... وكل
    من أخذ ملك أحد أو غصبه فى عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم
    يفرضه الشرع فقد ظلمه ووبال ذلك كله عائئئد على الدولة بخراب العمران "
    وقال :" ........ وأعظم من ذلك المتسلط على أموال الناس بشراء ما بين
    أيديهم بأبخس الأثمان ثم فرض البضائع عليهم بأرفع الأثمان على وجه الغصب
    والإكراه فى البيع والشراء " وقال الهرمزان حينما رأى عمر نائما :" عدلت
    فأمنت فنمت يا عمر " .




    د - تطبيق الشورى :

    إن مبدأ الشورى يعنى
    أن كل قرار ينسب للجماعة يجب أن يكون تعبيرا عن إرادة جمهو الجماعة أو
    مجموع أفرادها بشرط أن يتمتع الجميع بحرية كاملة فى المعارضة والمناقشة .


    والشورى بالمعنى العام فى شريعتنا مبدأ قرآنى وأصل عام شامل لجيع شئون المجتمع ، إنها ليست مجرد مبدأ دستورى بل هى منهاج شامل وشريعة متكاملة .

    والشورى :هى تقليب الآراء المختلفة واختبارها للتوصل إلى أفضلها والعمل به وهى شرعا : البحث عن الحق والصواب من خلال جهد بشرى ملتزم بمنهج الله ، يبتغى تحقيق التقوى بهذه الممارسة .



    • مشروعية الشورى : للشورى
      منزلة عظيمة فى الإسلام ، وهى طابع أعم وأشمل من الشروى السياسية فى حياة
      المسلمين ، إنه طابع الجماعة فى جميع حالاتها ، ولذا قال الله تعالى :"
      وال1ين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقاناهم
      ينفقون " الشورى 38 – فقد جاء هذا النص الكريم مكيًّا قبل وجود الدولة ،
      وسميت السوة باسم ( الشورى ) للدلالة على أهميتها العامة ، وكذلك يدل على
      ذلك قوله تعالى :" فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر " آل عمران 159
      ، وانظر كيف أمضى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الشورى فى غزوة أحد وهو
      يدرك ما وراءها من آلام وخسائر وتضحيات ، لأن إقرار المبدأ وتعليم الجماعة
      وتربية الأمة أكبر من الخسائر الوقتية . وهناك مواقف كثيرة – تدل على
      الشورى وأهميتها – فى حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والخلفاء
      الراشدين – رضى الله عنهم .


    • أهمية الشورى :



    (1) تحقيق صفةمن صفات المؤمنين " وأمرهم شورى بينهم " .

    (2) الالتزام بواجب إسلامى " وشاورهم فى الأمر " .

    (3) تحقيق المنهج الإسلامى .

    (4) تعليم الجماعة وتربية الأمة وإعدادها لإدارة البشرية إدارة راشدة .

    (5) تجنب التسلط والفردية فى اتخاذ القرارات المهمة .

    (6) تقوية الثقة فى الإدارة وتنمية الولاء للجماعة .

    (7) تحقيق وحدة الأمة وتماسكها وترابطها .



    • كيفية إجراء الشورى :
      اكتفت الشريعة بتقرير الشورى كمبدأ عام وتركت لأولياء الأمور فى الجماعة
      أن ييضعوا معظم القواعد اللازمة لتنفيذه ، لأن هذه القواعد تختلف تبعا
      لاختلاف الأمكنة والجماعات والأوقات ، بشرط أن لا يكون فى ذلك كله ضرر ولا
      ضرار بصالح الأفراد أو الجماعة أو النظام العام .


    • ومن هذه القواعد الساسية التى توجب الشريعة اتباعها فى تطبيق مبدأ الشورى :



    (1) أن تكون الأقلية التى لم يؤخذ برأيها – أول من يسارع إلى تنفيذ رأ الأغلبية .

    (2) أن تنفذ الأقلية رأى الأغلبية بإخلاص .

    (3) ليس للأقلية مناقشة رأيا آخر اجتاز دور المناقشة ، أو تشكك فى رأى وضع موضع التنفيذ .





    • شروط يجب توافرها فيمن يمارس الشورى :



    (1) إيمان صادق (2) علم بمنهج الله

    (3) العلم المحيط بالموضوع الذى تدور حوله المناقشة .

    (4) وضوح الهدف من الشورى .

    (5) أن ييفهم أنه يمكن أن يكون الأصوب هو الرأى الذى تراه الأقلية ، فليس له ولا لغيره الاعتراض على نتيجة الشورى .

    (6) أن يعلم أن مجال الشورى يمكن أن يضيق أو يتسع حسب الموضوعات المعروضة لأخذ الشورى عليها والظروف البيئية المحيطة بالجماعة .





    • بعض الأمور المتعلقة بالشورى :



    (1) تكون الشورى فى أمور الدنيا والدين التى لا وحى فيها .

    (2) يمكن تعيين أهل الششورى أو اختيارهم .

    (3) الإمام ( الخليفة ) يجب أن يُبايع ( يأتى بالأختيار ) وأما من سواه من المسئولين فيجوز فيهم الأختيار أو التعيين وفقا للظروف .



    2 – مسئوليات الأمة تجاه الحاكم :

    أ - الطاعة : قال
    تعالى :" وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ، فإن تنازعتم فى شئ فردّوه إلى
    الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا "
    النساء 59 .


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا واطيعوا – وإن أُمّر عليكم عبد حبشى – ما أقام فيكم كتاب الله " مسند أحمد .



    ب – نصرة الحاكم :
    حبه ، والدعاء له ، والدفاع عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من
    أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوه بالسيف أو فاقتلوه "
    البخارى .






    جـ - النصيحة للحاكم :
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : لله
    ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " مسلم ، وقال صلى الله عليه
    وسلم : " أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر " .




    د – محاسبة الحاكم :
    قال رجل لعمر رضى الله عنه :" والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا
    " ، فردّ الفاروق :" الحمد لله الذى جعل فى أمة محمّد – صلى الله عليه
    وسلم – من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه " .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 10:18 am