منتديات وادي العرب التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


5 مشترك

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    coucou
    coucou
    ::العضو الفضي::
    ::العضو الفضي::


    انثى
    المشاركات : 212
    العمر : 29
    البلد : خنشلة
    المزاج : ممتاز وهادئ
    التسجيل : 23/04/2009
    نقاط : 414
    السٌّمعَة : 10

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف coucou الجمعة مايو 08, 2009 7:21 pm


    --------***------- بسم الله الرحمن الرحيم --------***---------
    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)
    اخواني الاعزاء اليوم احظرت لكم درسا مفيدا ، رائعا وشيقا ارجو ان ينال كامل اعجابكم ، اترككم مع الموضوع :
    إن أول تكليف نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهم أسس التثقيف (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ))
    كان هذا النص قاعدة الإصلاح الأولى التي صنع النبي صلى الله عليه وسلم بها نواة مجتمع حضاري حوَّل مجرى التاريخ في منطقة لا تمتلك أنموذجاً للحضارة .
    وفي واقعنا المعاصر ثمة انفصام بين هويتنا وثقافتنا يحكم مسبقاً على مشاريعنا بالعقم ، فالوطن العربي تمتلك شعوبه هوية تختلف عن هوية الشعوب الأخرى ، ولا يمكن بحال أن تتفاعل مع ثقافتها ، بل تنبهت مؤخراً إلى الغزو الثقافي الذي رافق الغزو الإعلامي وأصبح موضوع بحث ونقاش . يطرح هذا في أوساط المؤسسات الثقافية التي تقف حيرى أمام فشلها في الرقي بثقافة الشعوب وتنميتها .
    إن الجدلية بين ثقافة المجتمع وقيمه لا يمكن أن تنفصم ، وكل تنمية للثقافة لا تنطلق من قيم المجتمع الذي تطرح فيه هي عقيمة ، ومن ثم فإن الشعب العربي لا يمكن أن يتفاعل مع ثقافات تتنافى مع قيمه وإن سميت ثقافة عربية .
    ولا تعني أصالة الثقافة إهمال ثقافة الآخر وعدم الاطلاع عليها والإفادة منها ، كما لا تعني ثقافة دينية بالمعنى الكهنوتي ، وأيضاً ليست نشر العلوم الشرعية التخصصية التي تدرس في المعاهد كما هي عليه ، بل تعني العودة إلى الأصالة منهجاً وقيماً ومصدراً في تنمية ثقافة المجتمع أيا كان اتجاهها أدباً أو فكراً أو فناً .
    والثقافة العربية ليست ثقافة مستوردة ، ولا مترجمة ، ولا ملفقة ، ولا منغلقة ، بل هي ثقافة تعتمد على الإبداع الذي ينبع من التأمل والنظر في الكون،ولا حدود لهذا الإبداع فأفقه مفتوح.
    تعد ثقافتنا العربية من أغنى الثقافات العالمية وأهمها ، فبعد أن ترسخت جذورها قبل الإسلام لغة مشرقة وحكماً وخطباً وأمثالاً وشعراً تجلت فيه العبقرية العربية وكان صورة لحياة العرب ومرآة تفكيرهم ومشاعرهم ومسرح خيالهم ، تنزل القرآن الكريم بالعربية فأغناها معاني سامية وبياناً رائعاً ، وفتح لها سبل الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها .
    وبعد السلطان المكين ، أقبل العرب على نقل علوم الأقدمين ، ومنها انطلقوا في آفاق العالم مستكشفين مبدعين إلى جانب عطائهم المستمر في الفقه والأدب وفنون القول كافة .
    وخلال هذه المسيرة الشاقة تعرضت الثقافة العربية لسهام "الآخرين" ، الذين حاولوا الإساءة إلى اللغة العربية وإقصاءها عن التدريس ومجالات الحياة المختلفة ، ثم حاولوا إدخال مفاهيم مزيفة في الثقافة العربية ، ثم جاءت ثقافة العولمة لتزاحم الثقافة العربية في عقر دارها كما تزاحم ثقافات مختلف شعوب العالم لتجعله بلا حدود ولا ألوان ، ساحة للسلع ومتجراً واسعاً يكدس منه الطامعون أرباحاً خيالية هي عرق الكادحين ودم المناضلين في أرجاء الأرض .
    إن قدر لغتنا العربية أن تقاوم الإقصاء والتشويه ، وقدر أمتنا أن تحافظ على هويتها وترد َالطامعين بها . إن إرادة الحياة هي الأقوى
    والحقَّ هو الأبقى والمستقبل لمن صبر حتى نيل الظفر.
    مكونات الثقافة العربية
    إن الثقافة العربية تتكون من مكونين رئيسيين : اللغة العربية والإسلام ومن هنا إصرار بعضهم على تسميتها : " الثقافة العربية الإسلامية " .
    إن اللغة هي وعاء العلوم جميعاً ، وأداة الإفهام والتعبير العلمي ، والفني والعادي ، ووسيلة التأثير في العقل والشعور بأدبها ونثرها وشعرها وحكمها وأمثالها وقصصها وأساطيرها ، وسائر ألوانها وأدواتها الفنية .
    ومن هنا فإن كل من يحارب اللغة العربية يحارب بالنتيجة الثقافة العربية . وكان من ديدن أعداء هذه الأمة إضعاف الفصحى ، وإشاعة العامية ، وإعلاء اللغة الأجنبية على اللغة القومية ، وإلغاء الحرف العربي في الكتابة ، وإحلال الحرف اللاتيني محله .
    أما الدين فكل الثقافات مدينة للأديان في تكوينها وتوجيهها ، سواء أكان هذا الدين سماوياً أم وضعياً ، كما هو واضح في ثقافات الشرق والغرب ولاسيما الإسلام الذي له تأثيره العميق والشامل في ثقافة أمتنا العربية عن طريق عقائده الإيمانية ، وشعائره التعبدية ، وقيمه الخلقية ، وأحكامه التشريعية ، وآدابه العملية ، ومفاهيمه النظرية ، حتى إنه يعد مكوناً مهماً لثقافة غير المسلم الذي يعيش في المجتمع المسلم ، وهو ينضح على تفكيره ووجدانه وعلاقاته ، شعر أم لم يشعر ، مما دعا الزعيم السياسي مكرم عبيد في مصر إلى القول : أنا نصراني ديناً ، مسلم وطناً .
    ويأتي السؤال ـ الإشكالية : كيف تكون العلاقة بيننا وبين هذا الوافد الجديد ؟ كيف نوازن بين قديمنا وحديثهم ؟ وبين تراثنا الأصيل ومعاصرهم الدخيل ؟ هل العلاقة بين التراث القديم والوافد الحديث ـ أو بين الأصالة والمعاصرة ـ هي علاقة التضاد والتناقض ؟ فلا أمل في الجمع بينهما ، أو هي علاقة التنوع والتكامل وهنا يمكن الجمع بينهما .
    السؤال خطير ، والجواب مهم ، ولاسيما في هذه المرحلة التي تسعى فيها أمتنا لتحقيق ذاتها ، بعد أن اكتشفت ذاتها التي غابت أو غُيبت عنها زمناً .
    وقد أجاب عنه أناس بافتراض التناقض بين الأمرين ، فاختار فريق التراث والأصالة ، وعاشوا غرباء عن العالم والزمان .
    واختار آخرون العصر والحداثة ، وعاشوا غرباء عن الأهل والمكان . وبقي آخرون مترددين بين أولئك وهؤلاء .

    لا تعارض بين الثقافة العربية والمعاصرة
    إن الموقف الصحيح هو الذي يُتخذ بعد الدراسة المتأنية لكل من الأمرين المعروضين . وقد سقط الكثير في هذا الخطأ الشنيع، حين تسرع في الجواب بغير علم عن هذا السؤال .
    ويحكي لنا الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه " تجديد الفكر العربي " قصة تسرعه حين واجه السؤال عن طريق للفكر العربي المعاصر ، يضمن له أن يكون عربياً حقاً ( أي أصيلاً ) ومعاصراً حقاً .
    " قد يبدو للوهلة الأولى أن ثمة تناقضاَ أو ما يشبه التناقض بين الحدين لأنه إذا كان عربياً صحيحاً ، اقتضى ذلك منه أن يغوص في تراث العرب الأقدمين حتى لا يدع مجالاً لجديد ـ وإن من أبناء الأمة العربية اليوم من غاصوا هذا الغوص الذي لم يبق لهم من عصرهم ذرَة هواء يتنفسونها ـ وأما إذا كان معاصراً صحيحاً ، كان محتوما عليه أن يغرق إلى أذنيه في هذا العصر بعلومه وآدابه وفنونه وطرائق عيشه ، حتى لا تبقى أمامه بقية ينفقها في استعادة شيء من ثقافة العرب الأقدمين .
    نعم قد يبدو للوهلة الأولى أن بين العربية والمعاصرة تناقضاً أو ما يشبه التناقض ، ولذلك يجب السؤال الذي
    ثم تغيرت وقفتي مع تطور الحركة القومية ، فما دام عدونا الألدُ هو نفسه صاحب الحضارة التي توصف بأنها معاصرة ، فلا مناص من نبذه ونبذها معاً ، وأخذت أنظر نظرة التعاطف مع الداعين إلى طابع ثقافي عربي خالص ، يحفظ لنا سماتنا ويردُ عنا ما عساه أن يجرفنا في تياره فإذا نحن خبر من أخبار التاريخ ، مضى زمانه ولم يبق منه إلا ذكراه " . ويتابع الدكتور قوله : " ولولا رجوعي إلى ثقافتي العربية لدخلت القبر بلا رأس " ( تجديد الفكر العربي ، القاهرة ، دار الشروق ، ص12ـ 14 ) .

    ماذا تعني الأصالة ؟

    إن فهم الأصالة يقتضي ما يلي :
    1. ضرورة المعرفة والفهم لثقافتنا : فهم هذه الثقافة من مصادرها الأصلية ، ومن أهلها الثقات ، وبأدواتها ومناهجها الخاصة .
    2. الاعتزاز بالانتماء العربي الإسلامي : يشعر المثقف العربي المسلم ، الذي ينتمي إلى ثقافة العرب والمسلمين ، أنه عضو في جسم هذه الأمة ، وأنه متحرر من عقدة النقص التي يعاني منها بعض الناس تجاه كل ما هو غربي . إنه يعتز بلغته ، لغة القرآن والعلوم ، ويعمل على أن تكون لغة الحياة ، ولغة العلم ، ولغة الثقافة ، وقد كانت لغة العلم الأولى في العالم كله لعدة قرون ، فلا يجوز أن تعجز اليوم عما قامت به بالأمس .
    3. العودة إلى الأصول : إلى أصولنا وجذورنا العقدية والفكرية ، والأخلاقية ، ونسعى إلى تحويل اعتزازنا النظري والعاطفي إلى سلوك عملي . إن الاعتزاز يصبح ظاهرة مرضيَة إذا ظل مجرد كلام يردد ، وشعارات ترفع ، وصيحات تتعالى ، لسرد الأمجاد ، وتعظيم الأجداد .
    4. الانتفاع الواعي بتراثنا : والغوص في حضنه الزاخر ، لاستخراج لآلئه وجواهره . ولا يتصور من أمة عريقة في الحضارة والثقافة أن تهمل تراثها وتاريخها الأدبي والثقافي ، وتبدأ من الصفر ، أو من التسول لدى غيرها .

    إن التراث يحتوي الحق والباطل ، والصواب والخطأ ، والسمين والغث . ففي التراث روايات يرفضها العقل والمنطق ، وفيه الإسرائيليات التي شاعت وانتشرت . من ذلك مثلاً كلام الفلاسفة الكبار عن العناصر الأربعة : التراب والهواء والنار والماء ، أو عن الأفلاك ، أو عن شكل الكون ، ومركز الأرض ، أو غير ذلك ، مما أبطلته علوم العصر ووثباته الهائلة .
    وفي التراث أشياء لم يثبت خطؤها ، ولكن لم تثبت جدواها ، أو لم تبق الحاجة إليها قائمة ، كما كانت من قبل ، مثل مباحث علم الكلام المتفلسف ، ولم تبق تخاطب الناس بلسان العصر ، وبعض مباحثها أمسى غير ذي موضوع ، وبعضها تجاوزه العلم أو أبطله . وينبغي وضع علم كلام آخر يعبر عن عصرنا ، ويواجه تياراته ، ويحل مشكلاته .

    اختكم الفاضلة : خولة / كوكو
    bra-13
    bra-13
    المدير
    :: مؤسس المنتدى ::



    ذكر
    المشاركات : 2395
    البلد : الجزائر
    المزاج : زوالي وفحل
    التسجيل : 23/10/2008
    نقاط : 2987
    السٌّمعَة : 940

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف bra-13 السبت مايو 09, 2009 9:20 pm

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) 48c8769a9d
    coucou
    coucou
    ::العضو الفضي::
    ::العضو الفضي::


    انثى
    المشاركات : 212
    العمر : 29
    البلد : خنشلة
    المزاج : ممتاز وهادئ
    التسجيل : 23/04/2009
    نقاط : 414
    السٌّمعَة : 10

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف coucou الأحد مايو 10, 2009 1:53 pm

    شكرا على المرور
    avatar
    amine31
    ::العضو الماسي::
    ::العضو الماسي::


    ذكر
    المشاركات : 791
    العمر : 32
    البلد : الجزائر
    التسجيل : 24/10/2008
    نقاط : 740
    السٌّمعَة : 78

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف amine31 الثلاثاء مايو 19, 2009 3:37 am

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) 388197432_f33a941ab8
    melissa
    melissa
    ::العضو الماسي::
    ::العضو الماسي::


    انثى
    المشاركات : 1700
    العمر : 26
    البلد : بجاية
    المزاج : هادئة
    التسجيل : 02/01/2009
    نقاط : 1614
    السٌّمعَة : 52

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف melissa الثلاثاء مايو 19, 2009 6:25 pm

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) 11886830325118
    coucou
    coucou
    ::العضو الفضي::
    ::العضو الفضي::


    انثى
    المشاركات : 212
    العمر : 29
    البلد : خنشلة
    المزاج : ممتاز وهادئ
    التسجيل : 23/04/2009
    نقاط : 414
    السٌّمعَة : 10

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف coucou الثلاثاء مايو 19, 2009 8:16 pm

    ويوفقك ختي مليسا وشكرا على المرور خويا عاشق المستحيل
    بسام
    بسام
    ::المراقب العام::
    ::المراقب العام::


    ذكر
    المشاركات : 1190
    العمر : 28
    البلد : خنشلة
    المزاج : جيد
    التسجيل : 25/06/2009
    نقاط : 1728
    السٌّمعَة : 57

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف بسام الإثنين يوليو 06, 2009 3:42 pm

    شكرا شكرا شكرا جزاك الله خيرا
    coucou
    coucou
    ::العضو الفضي::
    ::العضو الفضي::


    انثى
    المشاركات : 212
    العمر : 29
    البلد : خنشلة
    المزاج : ممتاز وهادئ
    التسجيل : 23/04/2009
    نقاط : 414
    السٌّمعَة : 10

    الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1) Empty رد: الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (1)

    مُساهمة من طرف coucou الخميس يوليو 16, 2009 5:52 pm

    لا شكر على واجب اخي بسام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 13, 2024 4:06 pm