السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة :
نقلا عن جريدة الشروق اليومي عدد2546
من المسؤول: الأستاذ أم المعلم، الأسرة أم المدرسة؟ هل أخطأت وزارة التربية الوطنية عندما منعت ضرب التلاميذ؟ وماذا عن العنف اللفظي، وهل يحق للمعلم أن يهين تلميذه بعبارة '"أسكت يا قليل الأدب"؟ وهل من الصواب أن يتحمل المعلم مسؤولية أي ضرر يقع للتلميذ حتى لو سقط من على الكرسي؟ بماذا يحمي المعلم نفسه أمام استفزازات التلاميذ؟ ولماذا يتهرب الأستاذ من مسؤوليته في جرائم يرتكبها تلاميذه في الشارع؟ وماذا عن التحرشات الجنسية؟
* مطلوب.. قانون يحمي المعلم وقانون مبادئ لأخلاقيات المهنة وحمايتها من الشواذ
* تلاميذ يستفزون أساتذتهم.. أفعل ما أشاء ولا يحق لك ضربي لأن القانون يمنعك
اختلف تعريف ظاهرة العنف داخل المدارس، فبين من يرى بأنه لا يمكن وصفه بالظاهرة، وبين من يصنفها ضمن السلوكات الشاذة، غير أن ضيوف الشروق اتفقوا على وجود العنف المدرسي سواء بين المعلم والتلميذ، أو بين التلميذ وزميله، وقال ضيوف الندوة أن النوع الأول من العنف هو الطاغي على المدارس الجزائرية، فيما أكدوا عدم استفحال ظاهرة العنف الجسدي المؤدي إلى القتل على غرار الدول الأوربية، مؤكدين أنها سلوكات شاذة ودخيلة على المدرسة الجزائرية، أما بخصوص طرح أسباب تنامي هذه الحوادث، تشعبت أطروحات ضيوف الندوة التي أدارها نقابيون إلى جانب ممثلين عن جمعيات أولياء التلاميذ، ومستشاريين نفسانيين، أنها تتشعب بين الأسباب المادية، والنفسية، والأخلاقية والتربوية وحتى البيداغوجية، مؤكدين أن للمدرسة دورا في بروز حوادث العنف، حيث قال أساتذة ومعلمون في القطاع أن الضغط الرهيب الذي أصبح يتلقاه المعلمون والأساتذة، خاصة مع كثافة البرامج التربوية ولّد نوعا من الرغبة في تفريغ الكبت، الذي لربما يصبح تلاميذ المدارس هدفا له.
كما اختلف ضيوف الندوة حول القوانين المسطرة في مجال محاربة العنف المدرسي، فبين من رأى أن نص المواد التي حددت منع استعمال الضرب بأي شكل من الأشكال كوسيلة للعقاب، زاد بأثر عكسي من العنف، وأصبح التلميذ يتجرأ بوقاحة على معلمه وأستاذه قائلا "أفعل ما أشاء والقانون يمنعك من ضربي".
وهنا ذكر الحضور أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يجد المعلم نفسه دون حماية، كما أشار المشاركون إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار المدرسة منتجة للمجرمين والإرهابيين مثلما سبق وأن اتهمت بإنتاج الإرهابيين.
فيما توقف الحضور عند نص قانون المادة التوجيهي رقم 22 من الفقرة الرابعة والذي يلقي بالمسؤولية التامة على المعلم والأستاذ عن أي ضرر يقع للتلميذ حتى لو سقط في فناء المدرسة، ليطرحوا إشكالية "ماذا يفعل المعلم في القسم، أيعلمهم الدروس أو يحرسهم من السقوط؟.
أما عن الحلول التي يمكن أن تحد من ظاهرة العنف داخل المدارس التربوية، فقد تنوعت واختلفت أيضا، فبين من ركز على دور الأسرة، ومنهم من ركز على دور المدرسة باعتبار الإثنين عائلة واحدة للتلميذ.
أكثر حالات الاعتداء والعنف تحدث في مدارس الأحياء الراقية
كشف، أمس، عدد من الباحثين والمختصين في التربية وعلم الاجتماع أن تلاميذ مدارس الأحياء الراقية في الجزائر هم الأكثر ممارسة للعنف المدرسي، حيث سجلت دراسة مقارنة بين ثانوية عقبة بن نافع بباب الواد وثانوية بوعمامة "ديكارت سابقا" في المرادية أشرف عليها الأستاذ حقيقي نور الدين مدير مخبر التغيير الاجتماعي بجامعة بوزريعة، ارتفاع ظاهرة اعتداء التلاميذ على الأساتذة وقلة الأدب بثانوية بوعمامة بـ20 بالمائة مقارنة بثانوية عقبة، في حين يتعرض 60 بالمائة من تلاميذ ثانوية عقبة من قبل الأساتذة مقابل نسبة 49 بالمائة في ثانوية بوعمامة.
وأرجع حقيقي نور الدين ارتفاع العنف المدرسي بالمؤسسات التربوية في الأحياء الراقية مقارنة بمدارس الأحياء الشعبية إلى غياب الوعي الاجتماعي والذاكرة الجماعية بمدارس كثانوية بوعمامة، كما أكد المختصون خلال تدخلاتهم في اليوم الدراسي لمكافحة العنف المدرسي بالمعهد الوطني لتكوين الأساتذة وتحسين مستواهم أن التلاميذ الذين رفعوا العلم الفرنسي داخل حرم الثانوية هم ضحية لغياب الذاكرة الاجتماعية ونقص معرفتهم بتاريخ الثورة الجزائرية وتاريخ بلادهم، داعين أبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية إلى إلغاء قرار إقصائهم من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا خلال شهر جوان المقبل.
تحية طيبة :
نقلا عن جريدة الشروق اليومي عدد2546
من المسؤول: الأستاذ أم المعلم، الأسرة أم المدرسة؟ هل أخطأت وزارة التربية الوطنية عندما منعت ضرب التلاميذ؟ وماذا عن العنف اللفظي، وهل يحق للمعلم أن يهين تلميذه بعبارة '"أسكت يا قليل الأدب"؟ وهل من الصواب أن يتحمل المعلم مسؤولية أي ضرر يقع للتلميذ حتى لو سقط من على الكرسي؟ بماذا يحمي المعلم نفسه أمام استفزازات التلاميذ؟ ولماذا يتهرب الأستاذ من مسؤوليته في جرائم يرتكبها تلاميذه في الشارع؟ وماذا عن التحرشات الجنسية؟
* مطلوب.. قانون يحمي المعلم وقانون مبادئ لأخلاقيات المهنة وحمايتها من الشواذ
* تلاميذ يستفزون أساتذتهم.. أفعل ما أشاء ولا يحق لك ضربي لأن القانون يمنعك
اختلف تعريف ظاهرة العنف داخل المدارس، فبين من يرى بأنه لا يمكن وصفه بالظاهرة، وبين من يصنفها ضمن السلوكات الشاذة، غير أن ضيوف الشروق اتفقوا على وجود العنف المدرسي سواء بين المعلم والتلميذ، أو بين التلميذ وزميله، وقال ضيوف الندوة أن النوع الأول من العنف هو الطاغي على المدارس الجزائرية، فيما أكدوا عدم استفحال ظاهرة العنف الجسدي المؤدي إلى القتل على غرار الدول الأوربية، مؤكدين أنها سلوكات شاذة ودخيلة على المدرسة الجزائرية، أما بخصوص طرح أسباب تنامي هذه الحوادث، تشعبت أطروحات ضيوف الندوة التي أدارها نقابيون إلى جانب ممثلين عن جمعيات أولياء التلاميذ، ومستشاريين نفسانيين، أنها تتشعب بين الأسباب المادية، والنفسية، والأخلاقية والتربوية وحتى البيداغوجية، مؤكدين أن للمدرسة دورا في بروز حوادث العنف، حيث قال أساتذة ومعلمون في القطاع أن الضغط الرهيب الذي أصبح يتلقاه المعلمون والأساتذة، خاصة مع كثافة البرامج التربوية ولّد نوعا من الرغبة في تفريغ الكبت، الذي لربما يصبح تلاميذ المدارس هدفا له.
كما اختلف ضيوف الندوة حول القوانين المسطرة في مجال محاربة العنف المدرسي، فبين من رأى أن نص المواد التي حددت منع استعمال الضرب بأي شكل من الأشكال كوسيلة للعقاب، زاد بأثر عكسي من العنف، وأصبح التلميذ يتجرأ بوقاحة على معلمه وأستاذه قائلا "أفعل ما أشاء والقانون يمنعك من ضربي".
وهنا ذكر الحضور أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يجد المعلم نفسه دون حماية، كما أشار المشاركون إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار المدرسة منتجة للمجرمين والإرهابيين مثلما سبق وأن اتهمت بإنتاج الإرهابيين.
فيما توقف الحضور عند نص قانون المادة التوجيهي رقم 22 من الفقرة الرابعة والذي يلقي بالمسؤولية التامة على المعلم والأستاذ عن أي ضرر يقع للتلميذ حتى لو سقط في فناء المدرسة، ليطرحوا إشكالية "ماذا يفعل المعلم في القسم، أيعلمهم الدروس أو يحرسهم من السقوط؟.
أما عن الحلول التي يمكن أن تحد من ظاهرة العنف داخل المدارس التربوية، فقد تنوعت واختلفت أيضا، فبين من ركز على دور الأسرة، ومنهم من ركز على دور المدرسة باعتبار الإثنين عائلة واحدة للتلميذ.
أكثر حالات الاعتداء والعنف تحدث في مدارس الأحياء الراقية
كشف، أمس، عدد من الباحثين والمختصين في التربية وعلم الاجتماع أن تلاميذ مدارس الأحياء الراقية في الجزائر هم الأكثر ممارسة للعنف المدرسي، حيث سجلت دراسة مقارنة بين ثانوية عقبة بن نافع بباب الواد وثانوية بوعمامة "ديكارت سابقا" في المرادية أشرف عليها الأستاذ حقيقي نور الدين مدير مخبر التغيير الاجتماعي بجامعة بوزريعة، ارتفاع ظاهرة اعتداء التلاميذ على الأساتذة وقلة الأدب بثانوية بوعمامة بـ20 بالمائة مقارنة بثانوية عقبة، في حين يتعرض 60 بالمائة من تلاميذ ثانوية عقبة من قبل الأساتذة مقابل نسبة 49 بالمائة في ثانوية بوعمامة.
وأرجع حقيقي نور الدين ارتفاع العنف المدرسي بالمؤسسات التربوية في الأحياء الراقية مقارنة بمدارس الأحياء الشعبية إلى غياب الوعي الاجتماعي والذاكرة الجماعية بمدارس كثانوية بوعمامة، كما أكد المختصون خلال تدخلاتهم في اليوم الدراسي لمكافحة العنف المدرسي بالمعهد الوطني لتكوين الأساتذة وتحسين مستواهم أن التلاميذ الذين رفعوا العلم الفرنسي داخل حرم الثانوية هم ضحية لغياب الذاكرة الاجتماعية ونقص معرفتهم بتاريخ الثورة الجزائرية وتاريخ بلادهم، داعين أبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية إلى إلغاء قرار إقصائهم من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا خلال شهر جوان المقبل.