الفروق في المستوى الدراسي بين الأولاد والبنات
كلّما دققت في النتائج النهائية في المدرسة الابتدائية قفزت إلى ذهني ملاحظة هامة وهي أن غالبية ـ إن لم يكن كل ـ الحاصلين على تقدير امتياز في جميع فصول المدرسة هم من الفتيات. وبالمصادفة أثناء تصفحي الإنترنت وجدت إحصائية تقارن بين الدرجات الدراسية للطلاب والطالبات في المدارس الأمريكية منذ العام 1991 و حتى العام 2004. و ذلك للصفوف الدراسية من التاسع وحتى الثاني عشر (من الثالث الإعدادي وحتى الثالث الثانوي في نظم التعليم العربية). وتُظهر هذه الإحصائيات بجلاء ارتفاع درجات الطالبات عن الطلبة في جميع السنوات.
ففي العام 2004 على سبيل المثال بلغ متوسط درجات الطلاب 2.77 على مقياس من أربع نقاط , في حين بلغ متوسط درجات الطالبات 3.02 على نفس المقياس. وقد أدى هذا الفرق في درجات الطلاب في الدراسة الثانوية والذي يستمر كذلك في الدراسة الجامعية إلى انخفاض نسبة الذكور بين الحاصلين على شهادات جامعية إلى 35% مقابل 65% للإناث.
إن تفوق الطالبات على الطلاب في المدارس الأمريكية هو حقيقة ثابتة بالأرقام والإحصائيات، فيا تُرى ما هو السبب, أو الأسباب, التي تؤدى إلى هذا التفوق؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة , و قد أجرى العديد من الباحثين في مجال التعليم وفى علم النفس دراسات كثيرة لمعرفة إجابة هذا السؤال, ونحاول هنا عرض نتائج بعض هذه الأبحاث.
في بحث أجراه الباحثان الأمريكيان ( William Draves و Julie Coates ) ثبت لهم أن أحد أهم عوامل انخفاض درجات الطلاب عن الطالبات هو تأخر الطلاب في تسليم واجباتهم المنزلية على عكس الطالبات اللاتي يحرصن حرصاً شديداً على تسليم الواجبات في وقتها. و يؤدى هذا إلى خصم درجات كثيرة من الطلاب عقاباً لهم على التأخير. و قد أيّد هذه النتائج تطابق متوسطات نتائج الامتحانات بين الطلبة و الطالبات في العينات التي تم دراستها في حين اختلفت كثيرا جدا درجات الواجبات المنزلية.
ويحتج الباحثان بأن الطلاب الذكور يفضلون الأعمال التي تمثل تحدياً لقدراتهم. فهم يجدون الواجبات مملة جداً خاصة إذا كانت مجرد تطبيق مباشر أو مكرر لما تعلموه في الفصل دون أي تحدٍ لقدراتهم الذهنية. و هذا الملل يسبب لهم صعوبة كبيرة فى التركيز في حل الواجبات. و هذا على عكس الطالبات اللاتي لا يجدن أي مشكلة في حل المسائل والأسئلة المكررة دون شعور بالملل.
أما الحل في نظر William Draves فهو ببساطة السماح لمن يرغب من الطلاب (الذكور والإناث ) بأن يُختبر في الفصل بأسئلة بسيطة لا تزيد مدتها عن عشر دقائق بدلا من مطالبته بالواجبات. ويزعم Draves أن هذا الاقتراح سوف يقضى على الفروق بين الذكور والإناث في الدرجات التي يحصلون عليها. و قد جرت بالفعل محاولات لإقناع المسئولين على التعليم بتجربة هذا النظام المقترح و لكنها باءت بالفشل حيث أصر المسئولون على أن نظام الواجبات المنزلية هو الأفضل و أن الطلبة الذكور يجب أن يتكيفوا معه لا أن يتم تغيير النظام من أجلهم.
والسلام ختام..
منقول